responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 205

كان للمسيحية شأن عظيم، وهي كما تعلم كانت تقول بالتثليث وربوبية عيسى بن مريم. ولا نرى هنا حاجة للبحث حول التثليث المسيحي وأنّها بعيدة عن التوحيد؛ وذلك لوضوحه أوّلًا.

وثانياً: حيث لم تكن المسيحية في إيران إلّا أقلية على أي حال، وإن الذين اعتنقوا الإسلام منتقلين إليه من المسيحية لم يكونوا كثيرين على أي حال، إذ كانت الأكثرية للزرادشتية .. وقدكانت للمانويين والمزدكيين عقائد تشبه عقائد الزرادشتيين. ولهذا فنحن‌نقتصر في‌بحثنا هذا بالكلام حول أُصول عقائد الزرادشتيين وبعض عقائد المانوية والمزدكية، وبعبارة أُخرى نخص بحثنا بالعقائد الآرية وتطورها؛ فنتساءل: ماذا كانت عقيدة الزرادشتيين والمانويين والمزدكيين في مبدأ الوجود وعبادته حين ظهور الإسلام؟ فهل إنّهم كانوا موحدين أو مشركين ثنويين؟:

لا شكّ أنّ الزرادشتيين والمانويين والمزدكيين كانوا حين ظهور الإسلام مشركين ثنويين، وأنّهم كانوا قد احتفظوا بهذه الثنوية في الأدوار التالية لظهور الإسلام أيضاً، وأنّهم كانوا يجادلون علماء المسلمين في هذا الموضوع ويدافعون عن عقائدهم الثنوية. وأنّه إنّما ادعى الزرادشتيون عقيدة التوحيد وأنكروا ماضيهم رأساً في هذا النصف من القرن الأخير.

وما أسعدنا أن يدع الزرادشتيون خرافاتهم الثنوية ويعبدوا الله وحده سبحانه؛ إلّا أنّ من لوازم عبادة الله الالتزام بالصدق والحقّ، ونبذ العصبيّات؛ وعلى هذا فلا ينبغي لمن يدّعي عبادة الواحد أن ينسى ماضيه ويبديه على خلاف ما كان عليه.

ولانريد أن ندّعي أنّ زرادشت كان في الأصل ديناً ثنوياً، وأن زرادشت كان يكذب في دعواه النبوة. كلا لاندّعي نحن هذا؛ فقد تعامل المسلمون مع الزرادشتيين منذ الصدر الأوّل معاملة «أهل الكتاب» ومعنى هذا أنّهم كانوا يعترفون بأنّ هذا الدين كان في الأصل ديناً توحيدياً سماوياً، وأنّه إنّما انحرف عن أصله فيما تلا عهده الأوّل الى الثنوية والشرك، كما انحرفت المسيحية الى القول بالتثليث والأقانيم الثلاثة. وعلى هذا فنحن نقدر شخص زرادشت ونحترمه. وإنّما الذي ندعيه هو أنّ هذا الدين‌

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست