responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 203

وتقلّص دين بودا من هذه المناطق المذكورة آنفاً ... وقد نقلنا سابقاً: أنّ البودائيين والمانويين الذين كانوا من الأقليات الدينية في إيران قاوموا المسلمين مقاومة تذكر، واختلفوا في هذا عن الزرادشتيين الذين انهزموا أمام الإسلام من دون مقاومة تذكر. ونقلنا أيضاً: أنّ أُسرة البرامكة كانوا قبل إسلامهم سدنة معبد بوذي في «بلخ» وماوراء النهر من خراسان.

ومع ذلك لم يتمكّن هذا الدين البوذي من المقاومة أمام الإسلام طويلًا، بل تقلص من هذه المنطقة شيئاً فشيئاً، كما تقلص عن موطنه الأصلي «الهند».

وكتب جمع من المستشرقين بهذا الصدد يقولون:

«نقل لنا هيون تسانگ عمران وعظمة الأبنية الدينية في باميان (ناحية من افغانستان قرب كابل) في القرن السابع الميلادي .. ومرّ على نفس الناحية راهب من أهل كوريا في القرون التالية فنقل لنا: أنّ الملك هناك كان رجلًا إيرانياً من أتباع مذهب بودا، وله جيوش قوية ... وفي القرن الثالث الهجري تملك أمر تلك الناحية يعقوب بن الليث الصفار الثائر المسلم الإيراني ...»[1].

والخلاصة: أنّ الأوضاع التاريخية تدلنا على أنّ دين بودا- الذي كان قد دخل الى إيران من الشرق أي الهند- كان يتدرج في التسرب والتقدم الى سائر المناطق، كما أنّ دين المسيح- الذي كان قد دخل الى إيران من الغرب وبين النهرين- كان في تقدم واطراد؛ دين بودا كان يتقدم الى غرب إيران، ودين المسيح الى شرقه ... والدولة الإيرانية- التي كانت قد جعلت الزرادشتية الدين الرسمي لها وكانت تحميه وتدافع عنه وتخوّل رجاله قدرة فائقة- كانت هي التي تحاول عرقلة التقدم السريع لهذين الدينين وكانت تتوفق في ذلك الى حدّ كبير .. وقد نقلنا قبل هذا كتيبة الموبد كريتر الذي كان يصرّح فيها قائلًا:


[1] بالفارسية: تمدن إيراني: 407.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست