اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 180
نرى أنّ
أردشير بابكان هو المَلك الوحيد من هذه الأُسرة الذي استطاع أن يجعل ابنه شاهپور
ولياً للعهد، ولم يكن لغيره من أُسرته اختيار ولي للعهد ولم يكن لهم ولىّ معين
للعرش من بعدهم، وذلك لأنّه ان لم يخضع «موبد الموابدة» لحكمه لم يكن يبلغ الحكم
أبداً، فكان جميع الملوك في هذا العهد الساساني ممّن نصّبهم «موبد الموابدة» ومن
لم يكن يخضع منهم لحكمه كان يخالفه الموبد الأكبر فيتهم بالسوء! كما اتفق هذا
ليزدجرد الثاني حيث لم يخضع لحكم الموابدة بقتل المسيحيين ولم يضيق عليهم، فلقبوه
بلقب «بزهكار/ بزهكر» أي: الأثيم، حتى اضطر بعد ثمان سنين من حكمه الى أن يسيء
السلوك مع النصارى كما كان يفعل آباؤه وأجداده»[1].
ويقول
أيضاً:
«كان
الساسانيون قد اتخذوا سياسة العنف مع النصارى في ولاية أرمنستان، التي كانت من
الولايات الإيرانية بلا منازع، سواء في العهد الهخامنشي أو الأشكاني أو الساساني،
وكان أبناء الملوك الأشكانيين قد حكموا تلك الولاية مدة من الزمان. وأصبح
الساسانيون يحاولون نشر الزرادشتية هناك بقوة السيف والسلاح! وكان من نتيجة خوض
الساسانيين في دماء هؤلاء أن لجّوا في عنادهم وقاوموا الدولة المركزية فأصروا
والحّوا على ما كانوا يعبدون من الأوثان بضعة قرون! ثم قرروا أن يعتنقوا الدين
المسيحيحوالي سنة 302 ميلادية، واختاروا لأنفسهم طريقة خاصة في المسيحية عرفت
باسم: الكنيسة الأرمنية؛ وكان من نتيجة هذا الاختلاف الديني بين أرمنستان إيران
والحكومة المركزية أن دامت الحروب بين إيران والروم نزاعاً على هذه الولاية. ولم
يؤثر هذا الخلاف وهذه الحروب في تضعيف إيران أمام الإمبراطورية البيزنطية وروما
الصغرى أو الغربية والشرقية فقط، بل يسرت سبيل الظفر لسائر الأجانب- ومنهم العرب-
على إيران»[2].