وقد
دعا أردشير «تنسر: هيربدان هير بد» الى بلاطه، وأمره بتنظيم كتاب «افتسا» كما يقول
دينكرت»[2].
ثم
يقول الدكتور معين:
«كان
عهد الساسانيين بصورة عامة عهد إزدهار لدين مزديسنا؛ فقد بلغ الرجال الزرادشت فيه
الى قدرة كاملة، بحيث كانوا أحياناً يتحدون فيما بينهم ضد الملك! وكان نفوذ
الموابدة في المجتمع الى درجة كانوا يتدخلون حتى في الحياة الشخصية للملك والرعية،
وكان من اللازم أن يكون الفصل البتّ في جميع الأُمور- تقريباً- على يد هذه الطبقة
الدينية».
ثم
ينقل عن المستشرق الشهير: كريستن سن المتخصّص في معرفة إيران، قوله: «لم يكن نفوذ
الموابدة مبنياً على أساس مكانتهم الدينية والأحكام العرفية التي كانت الدولة قد
وافقت على تركها لهم، ولا مقتصراً على تبريك المواليد والعرائس والتطهير وقبول
القرابين فقط؛ بل إنّ إمتلاكهم للأراضي ومنابع الثروة التي كانت ترد إليهم من طريق
الغرامات الدينية والأعشار والصدقات والهدايا، كان مما قد أيد نفوذهم القوي في كل
شيء؛ و لذلك فقد كان لرجال الدين الزرادشتي نوع من الاستقلال الوسيع بحيث يمكن
القول بأنّالموابدة كانوا قد شكّلوا دولة دينية ضمن دولة الساسانيين السياسية»[3].