responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 121

بل لا معنى لخصوص اللّغة في دين عالمي كالإسلام، ولم يكن يخطر ببال الفرس أن يكون الاسترسال والاستمرار على لغتهم مخالفاً لأُصول الإسلام أو فروعه. ولم يكن ينبغي أن يخطر ذلك على بال.

لو كان إحياء اللّغة الفارسية من أجل مكافحة الإسلام فلماذا أتعب هؤلاء أنفسهم في إحياء اللّغة العربية أيضاً ببيان قواعدها الصرفية والنحوية والاشتقاقية، والمعاني والبيان والبديع، وفنون الفصاحة وأساليب البلاغة؟ بل لم يخدم اللّغة العربية أحد كما خدمها الفرس.

ولو كان إحياء اللّغة الفارسية من أجل مكافحة الإسلام أو اللّغة العربية، لكان ينبغي للفرس أن يكتبوا بدل هذه الكتب الكثيرة في اللّغة العربية وقواعدها وفصاحتها كتباً للغة الفارسية، أو أن يكفوا عن إشاعة هذه اللّغة العربية على الأقل.

بل أقول: إنّ عناية الفرس بلغتهم لم تكن للمضادّة مع الإسلام أو اللّغة العربية، بل لم يكن الفرس يحسبون هذه اللّغة العربية لغة أجنبية، إذ أنّهم لم يكونوا يعدون العربية لغة العرب فحسب بل لغة الإسلام والمسلمين عامة، وحيث كانوا يرون الإسلام ديناً عالمياً اممياً كانوا يرون اللّغة العربية أيضاً لغة إسلامية اممية عالمية تتعلق بجميع المسلمين في العالم أجمع.

والحقيقة: أنّه لو كان سائر اللغات كالفارسية والتركية والإنجليزية والفرنسية والألمانية لغات أقوام وامم خاصة، فإنّ اللّغة العربية ليست إلّا لغة كتاب عالمي فقط! إذ أن اللّغة الفارسية لغة تتعلق بامة خاصة، يشترك عدد غير محدود من الأفراد في بقائها واستمرارها، بحيث لو لم يكن كل واحد من هؤلاء وحده لما كان يؤثر في سقوط هذه اللّغة وموتها، فاللغة الفارسية ليست لغة أحد منهم خاصة ولا لغة كتاب خاص وحده، فليست لغة الفردوسي فحسب، ولا لغة الرودكي فقط ولا لغة النظامي لا غير، ولا لسان سعدي فحسب، ولا لغة حافظ الشيرازي ولا أي شخص آخر، بل هي لغة الجميع ... بينما اللّغة العربية ليست إلّا لغة كتاب واحد هو «القرآن الكريم»

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست