responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 113

ولا استغراب إذا لبّت الجماهير الإيرانية الفارسية المظلومة والمهضومة والكادحة لهذه الدعوة[1].

النقطة الثانية: في النشاط الإسلامي لأبناء الفرس بعد تسرّب الإسلام الى قلوبهم‌

وكلّما كانت الأيّام تمضي كانت تزداد محبّة الفرس للإسلام ويتركون أديانهم السابقة ويدخلون في دين الله أفواجاً.

وخير مثال لذلك هو الأدب الفارسي، فكلّما كانت الأيّام تأتي وتمرّ يزداد أثر القرآن والحديث في الأدب الفارسي، حتى نرى أنّ ثأثيرهما في آثار الأُدباء والشعراء وحتى الحكماء منذ القرن السادس الهجري الى ما بعد؛ أكثر وأشهر مما عند أضرابهم في القرنين الثالث والرابع. وتبدو هذه الحقيقة واضحة من مقارنة أدب الفردوسي والرودكي بأدب المولوي وسعدي والنظامي والحافظ والجامي.

يقول المغفور له بديع الزمان «فروزانفر» في مقدّمة كتابه (أحاديث مثنوي):

«إنّ تأثير الحديث في الشعر الفارسي محسوس مشاهد منذ أقدم القرون الهجرية» ثم يستشهد بأبيات من شعر رودكي ثم يقول:

«منذ أواخر القرن الرابع الهجري حينما انتشرت الثقافة الإسلامية، وتأسّست لذلك مدارس في مختلف نقاط بلاد إيران، وغلبت الديانة الإسلامية على سائر الأديان، واجهت مقاومة الزرادشتيين في إيران هزيمة مصيرية نهائية، وبدأت تتجلّى الثقافة الفارسية بالصبغة والصيغة الإسلامية، وتأسّست اسس التعليم على الأدب العربي والدين الإسلامي ... حينذاك أكثر الكتّاب والشعراء نقل الألفاظ العربية، وقللوا من الكلمات والأمثال والحِكَم السابقة (قبل الإسلام) في النثر والشعر. ونحن نرى أنّ حِكم بوذر جمهر وأُوستا وزرادشت ترد في شعر الفردوسي والدقيقي وغيرهما من‌


[1] ديباجه اي بر رهبرى: 323.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست