الشيطان محسورا و أنتم بعد نشاط[1]؛ خسر اللّه عبد الرحمن ان لم يؤدّبكم حتّى يحسركم‌[2]. يا معشر من لا أدري أعرب أم عجم، لكي لا تقولوا ما يبلغني أنّكم تقولون لمعاوية؛ أنا ابن خالد بن الوليد، أنا ابن من قد عجمته العاجمات أنا ابن فاقئ عين الردّة و اللّه لئن بلغني يا صعصعة ابن ذلّ أنّ أحدا ممن معي دقّ أنفك ثمّ أمصّك‌[3] لأطيرنّ بك طيرة بعيدة المهوى. فأقامهم أشهرا كلّما ركب أمشاهم فاذا مرّ به [صعصعة] قال: يابن الحطيئة[4] أعلمت أنّ من لم يصلحه الخير أصلحه الشرّ! مالك لا تقول كما كان يبلغني أنّك تقول لسعيد و معاوية! فيقول و يقولون:

نتوب الى اللّه، أقلنا أقالك اللّه! فما زالوا به حتّى قال: تاب اللّه عليكم.

و سرّح الاشتر الى عثمان و قال لهم: ما شئتم ان شئتم فاخرجوا و ان شئتم فأقيموا و خرج الاشتر فاتى عثمان بالتوبة و النّدم و النزوع عنه و عن اصحابه فقال: سلّمكم اللّه. و قدم سعيد بن العاص فقال عثمان للأشتر: احلل حيث شئت، فقال: مع عبد الرحمن بن خالد؟ و ذكر من فضله فقال: ذاك اليكم فرجع الى عبد الرحمن‌[5].

دراسة السند:

1- و اسند الرواية الى محمّد و طلحة

و قد مرّ قولنا فيهما في اخبار الفتنة في البصرة[6].

[1] - النشاط: ممارسة صادقة لعمل من الاعمال.

[2] - يحسروكم.

[3] - ابن الاثير« غمصك» ط. اوربا 3/ 111 و ط. مصر 3/ 54، و أمصك. أي قال له: مص هن أبيك.

[4] - ابن الاثير:« الخطيئة».

[5] - تاريخ الطبري 1/ 2907- 2914.

[6] - راجع ص 185 من هذا الكتاب.