responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم المؤلف : البحراني، ابن ميثم    الجزء : 1  صفحة : 1

الجزء الأول

[مقدمة المؤلف]

«بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ» سبحانك اللهمّ و بحمدك توحّدت في ذاتك فحسر عن إدراكك إنسان كل عارف و تفرّدت في صفاتك فقصر عن مدحتك لسان كلّ واصف.ظهرت في بدايع جودك فشهدت بوجوب وجودك حاجة كلّ قائل،و بهرت بعزّ جلالك فالكلّ في نور جمالك مضمحلّ باطل.أحاط علمك فلم يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض و لا في السماء،و تعدّدت آلاؤك فتعدّت أنواعها حدّ التحديد و الإحصاء خلقت الدنيا مضمارا يستعدّ فيه خلقك للسباق إلى حضرة قدسك،و أيّدتهم بالرسل ليسلكوا بهم أفضل السبل إلى بساط انسك و يسرّت كلاّ لما خلق له،فبعض لنعمائك منكرون،و عن عبادتك مستكبرون،و بعض بضروب إحسانك معترفون،و على باب كعبة جودك معتكفون.سبحانك «أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبٰادِكَ فِي مٰا كٰانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» .سبحانك عمّا يقول الظالمون و تعاليت عمّا يصفون.

اسبّحك بلسان الحال و المقال بالعشيّ و الإبكار،و أحمدك على كلّ حال آناء الليل و أطراف النهار،و أشهد «أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ» حاذفا كلّ ما سواك عن درجة الاعتبار مخلصا لجلال وجهك في طوري الإعلان و الإسرار،و أشهد أنّ محمّدا عبدك المختار،و صفوة أنبياءك الأطهار الّذي بعثته بالأنوار الساطعة،و أيّدته بالبراهين و الحجج القاطعة،و جعلته للعالمين بشيرا و نذيرا و داعيا إليك بإذنك و سراجا منيرا.اللهمّ فصلّ عليه صلاة دائمة نامية وافية كافية ما تعاقبت الأوقات و دامت الأرض و السماوات،و على آله الطاهرين المنتجبين ينابيع الحكمة و أساطين الدين،و على أصحابه الأكرمين،و سلّم عليهم أجمعين.

أمّا بعد فلمّا كان المقصود الأوّل من بعثة الأنبياء و الرسل بالكتب الإلهيّة و النواميس الشرعيّة إنّما هو جذب الخلق إلى الواحد الحقّ،و معالجة نفوسهم من داء

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم المؤلف : البحراني، ابن ميثم    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست