إن
الباعث لنشر هذه المجموعة من المباحث الفقهية أنّ الامام الرّاحل «قده»- هذا
الفقيه النحرير العالم بزمانه الذي كان من أعلم فقهاء العصر- قد كتب في تحرير
الوسيلة دورة كاملة من الفقه. و إنّه جدّا من أحسن المتون الفتوائية الجامعة لأهمّ
المسائل الفقهية. و قد صار اليوم محورا لتنظيم القوانين في الحكومة الجمهورية
الإسلامية. و لا ريب أنّ الكتاب الذي ألّفه مؤسّس هذا النظام الثائر على أساس ذوقه
الفقهي يناسب مقتضيات العصر الحاضر و يلائم شئون النظام الإسلامي الحاكم.
و
من هنا ينبغي أن ينتخب تحرير الوسيلة متنا دراسيا للسطوح العالية و يكون موردا
للبحث و التحقيق و مطرح أنظار فقهائنا العظام (دامت بركاتهم) حتّى تخطى بهذا
التحوّل الأساسي خطوة شاسعة مثمرة في جهة ازدهار الحوزات العلمية و إراءة الفقه
الشيعي الباحث إلى العالم العصري.
و
لا سيّما أنّ شيخنا الأستاذ الفقيه الأصولي آية اللّه ميرزا جواد التبريزي «دام
ظلّه» قد ألقى إلينا كثيرا من المسائل المهمّة حول هذا الموضوع و بحث عنها مشيرا
إلى وجوهها الاستدلالية. و كان يحضر في مجلس بحثه بعض الفضلاء من أصدقائي و
يستشكلون أحيانا و الأستاذ كان يجيبهم بدقّة و تأمّل