الممكنة المستوية إلى الوجود و العدم، فهو داخلٌ تحت قدرته. و أما
كون الفعل طاعة أو معصية و صفان طارئان عليه خارجان عن حد ذاته
و لا يخرجانه عن حد الامكان، و كذا ما هو مثله فانّ المماثلة في أصل
الذات، لا في ما هو خارج عنها.
و خالف أبو على الجبائى و ولده أبو هاشم تعلُّقَ قدرته (تعالى) بعين
مقدور العبد؛ بدعوى استلزام ذلك لزوم اجتماع النقيضين، فيما أراده اللَّه
و كرهه العبد، أو بالعكس. و يمكن ايراد هذا الاشكال فيما إذا أراد كلُ
واحد منهما عين ما أراده الآخر؛ حيث يلزم من ذلك اجتماع العلّتين
التامتين على معلول واحد.
و يمكن الجواب أولًا: بما أجاب به العلامة[1] و هو أنّ الاستحالة إنّما
تلزم إذا أضيف الفعل إلى أحدهما من نفس الحيثية التي أضيف بعينه
إلى الآخر، و اما لو أضيف إلى كل واحد منهما على البدل مع قطع النظر
عن الحيثية التي أضيف إلى الآخر فلا محذور في البين؛ حيث لا يلزم
حينئذٍ اجتماعٌ، لا اجتماع النقيضين و لا اجتماع العلتين التامتين على
معلول واحد.
و ثانياً: بما سبق آنفاً من أنّ قدرة اللَّه (تعالى) إنّما تتعلّق بكل شىءٍ
ممكن من حيث هو ممكن في حد ذاته لا من جهة كونه واجباً أو ممتنعاً
[1]-/ نهج المسترشدين: ص 39.