اللذان لا يجوزان عليه. فقول القائل: واحدٌ يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لايجوز؛
لأنّ ما لا ثاني له لايدخل في باب الأعداد. أمّاترى أنّه كَفَر من قال إنّه ثالث ثلاثة.
و قول القائل: هو واحدٌ من الناس يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لايجوز لأنّه
تشبيهٌ و جلّ ربُّنا و (تعالى) عن ذلك.
و أمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحدٌ ليس له في الأشياء
شبه كذلك ربُّنا. و قول القائل: انّه عزّوجلّ أحَديُّ المعنى يعنى به أنّه لا ينقسم
في وجودٍ و لا عقل و لا وهم كذلك ربُّنا عزّوجلّ».[1]
هذه الرواية من أحسن البيان في بيان أقسام التوحيد و إقامة البرهان
عليها. و غنية عن التوضيح.
و نظيرها ما ورد عن علي عليه السلام في خطبة له: «واحدٌ لا بعدد»[2] و في
خطبة أخرى: «واحدٌ لا من عدد».[3]
و ما رواه الصدوق في التوحيد و المعاني و الطبرسي في الاحتجاج
عن هشام عن الصادق عليه السلام في جواب الزنديق، حين سأله عن اللَّه ما هو؟
: «قال عليه السلام: هو شيٌ بخلاف الأشياء. إرجع بقولي شيٌ إلى إثبات المعنى و أنّه
بحقيقته الشيئية، غير أنّه لا جسم و لاصورة».[4] وجه دلالته على التوحيد
[1] -/ التوحيد: ص 83، ب 3، ح 3 و الخصال: ج 1، ب 1، ص 2، ح 1 و معانى الأخبار: ص 5، ب 6، ح 2.
[2]-/ نهج البلاغة: صبحيالصالح، الخطبة 185، ص 269.
[3] -/ التوحيد: ص 70، ب 1، ح 26.
[4]-/ التوحيد: ص 244، ب 36، ح 1 و معاني الأخبار: ص 8، ب 8، ح 1 و الاحتجاج: ج 2، ص 70.