الاستدلال على التوحيد ببراهين مختلفة
متنوّعة. و قد كتب كبار المحدثين مثل الكليني و الصدوق و غيرهما كتباً
في ذلك.
و نحن نكتفي ههنا ببعض الآيات و الروايات. فمن الآيات قوله (تعالى):
«لو كان فيهما آلهة إلّااللَّه لفسدتا».
و قوله (تعالى): «ما كان معه من إلهٍ إذاً لذهب كلُّ إلهٍ بما خلق و لعَلا بعضُهم
على بعضٍ»،[1] إلى غير ذلك من الآيات، و قد اشير إلى بعضها في خلال
البحث السابق آنفاً.
و قد سبق ذكر كثير من هذه الآيات في بيان أقسام التوحيد.
أمّا الروايات: فهي كثيرة جدّاً. و قلّما يوجد موضوع اهتمّ به في
الروايات مثل التوحيد. و كفى بها كثرة ما جمعه الفقيه الأجل رئيس
المحدثين الشيخ الصدوق، من النصوص المتظافرة في كتاب التوحيد.
و هذه الروايات نرويها عن الكتب الحديثيّة المعتبرة كالكافي للكليني و
كتب الصدوق. و لمّا كان مضمونها من المستقلّات العقلية البديهية و لا
حاجة إلى التعبد بها، فمن هنا أغمضنا عن البحث في أسنادها. و أوقعنا
الكلام في مداليلها و تقريب ما جاءَ فيها من البراهين لاثبات التوحيد.
[1]-/ المؤمنون: 91.