الأصنام و الأوثان و غيرها من المخلوقات. و إنهم لايعتقدون كون ما
يعبدونه- من الأصنام و الأوثان و غيرها- واجب الوجود بالذات، بل
إنما يعتقدون أنّها وسائط إلى اللَّه و ذوات قدرة و وجاهة عنده تعالى و
أنّها تقرّبهم إلى اللَّه، كما نقل عنهم في قوله (تعالى): «و الذين اتخذوا من دونه
أولياء لا نعبدهم إلّاليقربونا إلى اللَّه زلفى».[1] و قال (تعالى) في بيان عجز
معبودهم: «أيشركون ما لا يخلق شيئاً و هم يخلقون ألهم أرجل يمشون بها أم
لهم أيدٍ يبطشون بها أم لهم أعْينٌ يبصرون بها، أم لهم آذان يسمعون بها قل
ادعوا شركائكم ثم كيدونِ فلا تنظرون».[2]
و من هؤلاء القائلون بثبوت الاعضاء للَّهو تجسمه و قابليته للرؤية
كبعض أصناف الغلاة أو الصوفية.
و الشرك المشار إليه في هذه الآية إنّما هو الشرك في العبادة حيث
كانوا يعبدون الأصنام و يقولون: إنّما نعبد هم ليقرّبونا إلى اللَّه زلفى.
و في هذه النوع من التوحيد- أعنى التوحيد في العبادة- مباحث
نافعة ينبغي تحقيقها.
[1] -/ سورة الزمر: الآية 3.
[2] -/ سورة الأعراف: الآية 194- 195.