المعنى
الحرفي مصطلح اصولي تقدّم توضيحه في الحلقة السابقة[1]،
و قد وقع البحث في تحديد المعاني الحرفية، إذ لوحظ منذ البدء انّ الحرف يختلف عن
الاسم المناظر له، كما مرّ بنا سابقا، ففي تخريج ذلك و تحديد المعنى الحرفي وجد
اتّجاهان:
الاتجاه
الأوّل: ما ذهب اليه صاحب الكفاية[2] رحمه اللّه
من أنّ معنى الحرف هو نفس معنى الاسم الموازي له ذاتا، و انما يختلف عنه اختلافا
طارئا و عرضيا ف (من) و (الابتداء) يدلّان على مفهوم واحد.
و
هذا المفهوم اذا لوحظ وجوده في الخارج فهو دائما مرتبط بالمبتدئ و المبتدأ منه، إذ
لا يمكن وقوع ابتداء في الخارج إلّا و هو قائم و مرتبط بهذين الطرفين. و اذا لوحظ
وجوده في الذهن، فله نحوان من الوجود، فتارة يلحظ بما هو، و يسمّى باللحاظ
الاستقلالي، و اخرى يلحظ بما هو حالة قائمة بالطرفين مطابقا لواقعه الخارجي، و
يسمّى باللحاظ الآلي، و كلمة ابتداء تدلّ عليه ملحوظا بالنحو الأوّل، و (من) تدلّ
عليه ملحوظا