من
أهمّ أقسام التعارض غير المستقر أن يكون أحد الدليلين حاكما على الدليل الآخر، كما
في (لا ربا بين الوالد و ولده) الحاكم على دليل حرمة الربا، فانه في مثل ذلك يقدّم
الدليل الحاكم على الدليل المحكوم.
و
الحكومة تعبير عن تلك النكتة التي بها استحق الدليل الحاكم التقديم على محكومه،
فلكي نحدّد مفهومها لا بدّ أن نعرف نكتة التقديم و ملاكه، و في ذلك اتجاهان:
الاتجاه
الأول: لمدرسة المحقّق النائيني- قدس اللّه روحه-[1]
و حاصله انّ الأخذ بالدليل الحاكم انّما هو من أجل انه لا تعارض في الحقيقة بينه و
بين الدليل المحكوم، لانّه لا ينفي مفاد الدليل المحكوم و انما يضيف اليه شيئا
جديدا، فانّ مفاد الدليل المحكوم مردّه دائما الى قضية شرطية مؤدّاها في المثال
المذكور: انه إذا كانت المعاملة ربا فهي محرمة.
و
كل قضية شرطية، لا تتكفل إثبات شرطها، و لهذا يقال: انّ صدق الشرطية لا يستبطن صدق
طرفيها. و مفاد الدليل الحاكم قضية منجّزة