و
في هذه الحالة كلما كان التوحّد في المدلول أوضح و التطابق في الخصوصيات بين
اخبارات المخبرين أكمل، كان احتمال الصدق أكبر و المضعّف الكيفي أقوى أثرا، و من
هنا كان اشتمال كل خبر على نفس التفاصيل التي يشتمل عليها الخبر الآخر مؤدّيا الى
تزايد احتمال الصدق بصورة كبيرة؛ و من أهمّ أمثلة ذلك، التطابق في صيغة الكلام
المنقول، كما اذا نقل الجميع كلاما لشخص بلفظ واحد، لأننا نتساءل حينئذ:
هل
اتّفق أن كانت للجميع مصلحة في ابراز نفس الالفاظ بعينها، مع امكان أداء المعنى
نفسه بالفاظ اخرى؟ أو كان هذا التطابق في الالفاظ عفويا و صدفة؟ و كل ذلك بعيد
بحساب الاحتمالات، و من هنا نستكشف ان هذا التطابق ناتج عن واقعية القضية و تقيّد
الجميع بنقل ما وقع بالضبط.
و
على ضوء ما ذكرناه يتّضح الوجه في أقوائية التواتر اللفظي من المعنوي، و المعنوي
من الاجمالي، كما هو واضح.
2-
الاجماع
الاجماع
يبحث عن حجيته في اثبات الحكم الشرعي، تارة على أساس حكم العقل المدّعى بلزوم
تدخّل الشارع لمنع الاجتماع على الخطأ، و هو ما يسمّى بقاعدة اللطف. و اخرى على
أساس قيام دليل شرعي على حجية الاجماع و لزوم التعبد بمفاده، كما قام على حجية خبر
الثقة و التعبد بمفاده. و ثالثة على اساس إخبار المعصوم و شهادته بان الاجماع لا
يخالف الواقع، كما في الحديث المدّعى: «لا تجتمع امّتي على