أجنبية عن
المدّعى و يلزم تفسير المسّ بادراك المطالب، و المعنى: لا يدرك مطالب القرآن
الكريم إلّا المنزّهون عن الرجس و الزلل، و ليس هم إلّا المعصومين صلوات اللّه و
سلامه عليهم.
و
عليه فالآية الكريمة لا يمكن التمسّك بها على ما ذكر.
إلّا
انه ورد في بعض الروايات التمسّك بالآية الكريمة على الحكم المذكور، و هو عدم جواز
مسّ كتابة القرآن الكريم لغير المتطهّر من الحدث و الخبث، ففي موثقة إبراهيم بن
عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السّلام: «المصحف لا تمسه على غير طهر و لا جنبا و
لا تمسّ خطه و لا تعلّقه، ان اللّه تعالى يقول: لا
يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ»[1].
و
على هذا ينبغي عدّ التمسّك بالآية الكريمة على عدم جواز مسّ غير المتطهّر من الحدث
و الخبث من البواطن التي لا يدركها و لا يمسّها إلّا المطهّرون من الرجس. و لكن
هذا بحسب النتيجة تمسّك بالرواية دون الآية الكريمة. على انه قد تناقش دلالتها على
الحرمة باشتمال سياقها على النهي عن التعليق الذي لا تحتمل حرمته في حقّ المحدث.
[1] وسائل الشيعة 1: 269، الباب 12 من أبواب الوضوء،
الحديث 3.