و إذا رجعنا
إلى القرآن الكريم وجدنا اختلاف الآيات الكريمة من هذه الناحية، فبعضها خاص
بالمؤمنين، و بعضها يعم غيرهم.
مثال
الأول: الآية الكريمة آنفة الذكر.
و
مثال الثاني: قوله تعالى: وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ ...[1]،
يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ[2]،
وَ وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ* الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ[3]،
قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[4].
و
عليه فلا يمكن الخروج بنتيجة واضحة من القرآن الكريم إلّا ان في السنة الشريفة ما
هو واضح في الاختصاص فقد ورد في صحيح زرارة: «قلت لابي جعفر عليه السّلام أخبرني
عن معرفة الإمام واجبة على جميع الخلق؟ فقال: ان اللّه بعث محمدا صلّى اللّه عليه
و آله إلى الناس أجمعين رسولا و حجة للّه على خلقه في أرضه، فمن آمن باللّه و
بمحمد رسول اللّه و اتّبعه و صدّقه فان معرفة الإمام منّا واجبة عليه، و من لم
يؤمن باللّه و برسوله و لم يتّبعه و لم يصدّقه و يعرف حقّهما فكيف يجب عليه معرفة
الإمام و هو لا يؤمن باللّه و رسوله ...»[5]،
فانه إذا لم تجب معرفة الإمام قبل الإيمان باللّه سبحانه فالأولى ان لا تتوجه بقية
التكاليف قبل ذلك.
و
على هذا يلزم توجيه الآيات التي ظاهرها التعميم، من قبيل ان يقال: ان المقصود من
الآية المثبتة للويل على المشركين الذين لا يؤتون الزكاة هو إثبات الويل على شركهم
الذي صار سببا لتركهم الزكاة و ليس على ترك الزكاة. و هكذا الحال بالنسبة إلى قوله
تعالى: قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ فالمقصود:
قيل لهم