اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 256
و قوله
تعالى: وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ
الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ
يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ
يُطِيعُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ[1]. و هو واضح في الندب إلى الوظيفة المذكورة و
انها صفة من صفات المؤمنين و المؤمنات التي ينالون بها الرحمة الإلهية.
و
على منوال ذلك قوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ
الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ
اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ[2].
و
قوله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ
وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ[3]. و
هو كما يندب إلى وظيفة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و يرفعها إلى مستوى إقامة
الصلاة و إيتاء الزكاة يحذّر المؤمنين من إهمالهم لذلك إذا ما ثنيت لهم الوسادة
على الأرض يوما ما، فان المؤمنين هم الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي
الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ
نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.
و
قوله تعالى: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ[4]. و
هو يدل على ان الوصية بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحثّ عليهما ليست قضية
خاصّة بالإسلام بل تشترك فيها بعض الأمم السالفة أيضا.