تشترك
الآية الكريمة مع الآيات السابقة في الدلالة على وجوب قتال الكفار و التحريض على
ذلك و تختصّ بالدلالة على حرمة القتال في مكة المكرمة حرمة سارية المفعول إلى ان
ينتهك العدو حرمة الحرم فتجوز آنذاك مقابلته بالمثل انطلاقا من القاعدتين
المتقدمتين وَ الْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا
عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ.
تدلّ
الآية الكريمة على ان المسلمين يجب عليهم قتال الكفار و الوقوف أمامهم حتى إذا كان
عددهم ضعف عدد المسلمين، فوجوب القتال لا يدور مدار التكافؤ في العدد. و الحكمة في
ذلك أمران:
1-
ان الكفار قوم لا يفقهون فهم لا يعرفون ما وراء الشهادة في سبيل اللّه من النعيم و
السعادة و الحور العين، ممّا يجعل معنويات المسلمين أعلى بكثير من معنويات الكفار،
و نحن نعرف ان الانتصار في ساحة الحرب يحتاج قبل كل شيء إلى معنويات عالية.