اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 154
عدم صومها
لمرض أو سفر موجبا للقضاء في عدة من أيام أخر و إلّا فلا فوات للصوم الواجب ليلزم
قضاؤه. و قد يستفاد ذلك أيضا من قوله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ حيث يدل على
وجوب صوم شهر معين و هو شهر رمضان.
و
عليه يتعين ان تكون تلك الأيام هي شهر رمضان الذي أشير إليه بعد ذلك في الآية
الثالثة بقوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي .... و
من ثمّ يتّضح ان شَهْرُ رَمَضانَ خبر لمبتدأ محذوف، أي و تلك الأيام
شهر رمضان.
2-
يستثنى من وجوب الصوم طوائف ثلاث: المريض، و المسافر، و الذي لا يتمكن من الصوم
إلّا بمشقّة لكبر سن و نحوه. و الأوّلان يلزمهما القضاء بعد شهر رمضان بالمقدار
الفائت، و الأخير يلزمه دفع الفدية، و ذلك بإطعام مسكين عن كل يوم.
و
من هذا يتّضح ان المراد من «الإطاقة» في فقرة وَ عَلَى
الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ هو التحمّل بمشقّة لان الإطاقة غير الطاقة،
فإطاقة الفعل هي صرف تمام الطاقة في الفعل، و لازم ذلك ثبوت المشقّة في الفعل و
إلّا لما احتيج إلى بذل تمام الطاقة لتحقيقه.
و ان
شئت قلت: طاق الفعل يطيقه يغاير أطاق الفعل يطيقه، فالأول لا يعني بذل كامل الطاقة
لإيجاد الفعل بخلاف الثاني[1].
3-
ان كل من شهد الشهر يجب عليه صومه. و ما هو المقصود من شهود الشهر؟ هل يقصد منه
رؤية الهلال أو حضور البلد في مقابل المسافر؟ كلا ليس
[1] التفرقة المذكورة و ان لم نجدها في اللغة- فإن
المذكور فيها ان طاق الشيء و أطاقه بمعنى قدر عليه، فانظر المصباح المنير: 381، و
مجمع البحرين 5: 209- و لكنها أمر وجيه في نفسه، و قد صار إليها السيّد الطباطبائي
في تفسير الميزان 2: 12، و الشيخ محمّد عبده على ما نقل عنه تلميذه السيّد محمّد
رشيد رضا في تفسير المنار 2: 156.
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 154