و
يتخيل البعض ان ما قام به المجلسي من انجاز لا يعد و التجميع من مصادر متعددة، و
ذلك مخالف للانصاف. انه الّف كتابه في (25) مجلدا من المجلدات الضخمة القديمة[1]
منها ثمانية مجلدات خصصها لتاريخ أهل البيت عليهم السّلام و منها خمسة مجلدات في
مختلف الأحكام الشرعية و بقية المجلدات في مختلف العلوم الاخرى.
و
هو حينما يذكر كل باب يذكر الآيات المرتبطة بذلك الباب و يقوم بتفسيرها ثم يأخذ
بايضاح القضايا المعقدّة في كل حديث مما ينبئ عن تظلعه الكامل في مختلف الفنون
الإسلامية.
و
هو يدهش القارئ إذا ما تصفح اجزاء الكتاب فكيف وسعه الوقت لجمع هذا التراث العظيم
و كيف امكنه التأمل في كل حديث و ايضاح ما التبس فيه و كيف امكنه الدخول في كل فن
و كأنه صاحب ذلك الفن لا غير. انه بحق معجزة عصره بل مدى العصور.
و
انّا نعتقد ان مثل هذا العمل الجبار لا يمكن لشخص انجازه إلّا إذا كان مكللا
بالعنايات الإلهية و مشمولا لادعية مولانا و امام زماننا الحجة بن الحسن العسكري
روحي و ارواح العالمين له الفداء.
و
لم يكن غرض هذا الرجل العظيم من تأليف هذا الكتاب إلّا جمع تراث أهل البيت عليهم
السّلام و حفظه من الضياع و يبقى على المراجع تحقيق حال ذلك التراث
[1] و طبع مؤخرا طبعة جديدة محققة فيما يتجاوز عن مائة
مجلد.