قلت:
لا غضاضة في التعبير المذكور، فبالامكان ان نفترض ان ابان بن تغلب يبتدأ الصدوق به
السند و ليس له كتاب و انما اخذ حديثه من كتاب شيخه محمد بن الحسن بن الوليد. و
كتاب شيخه و ان كان مشهورا و لكن اقصى ما يستلزم ذلك هو عدم الحاجة إلى طريق صحيح
بينه و بين كتاب شيخه لا بينه و بين من ابتدأ به السند و هو بيان.
و
ثانيا: ان شهرة الكتاب و التعويل عليه لا يغني عن الحاجة إلى طريق معتبر إذ قد
تكون للكتاب نسخ متعددة في بعضها زيادة أو نقيصة أو تحريف، فان شهرة كتاب و
التعويل عليه لا يساوق انتفاء الاحتمالات المذكورة، فالكافي مثلا في زماننا هذا
يصدق عليه انه من الكتب المشهورة التي عليها المعول و لكنه لا يعني ذلك صحة جميع
نسخه و مأمونيتها من الزيادة و النقيصة.
و
مع التسليم بما ذكرناه نكون بحاجة إلى طريق معتبر يثبت من خلاله صحة النسخة بان
يقول الصدوق ان شيخي قد اجازني رواية نسخة معينة من كتاب حريز مثلا، و شيخة بدوره
قد اجازه شيخه أيضا حتى تصل سلسلة اجازات الثقات إلى حريز نفسه. فحريز نفسه لا بدّ
قد دفع نسخة معينة من كتابه إلى ثقة و اجازه روايتها، و هو بدوره دفعها إلى ثالث و
اجازه روايتها و هكذا حتى وصلت إلى الصدوق.
و
ثالثا: ان شهرة الكتاب و التعويل عليه لا يعني التعويل على جميع احاديثه بدون
استثناء و انما يعني ان التعويل عليه هو الطابع العام عليه، فكتاب الكافي