اجل نستدرك
لنقول ان العقلاء يقبلون شهادة الثقة بشرط احتمال استنادها إلى الحس احتمالا معتدا
به.
و
هذا الاحتمال ثابت في حق النجاشي و الشيخ لكثرة الكتب الرجالية في زمانهما.
و
إذا سألت عن الفرق بين هذا الجواب و الجواب الأول من الأجوبة الأربعة المتقدمة.
كان
الجواب ان ما سبق كان ناظرا إلى الشهادة بمعناها الشرعي الذي هو متقوم بتعدد
الشاهد و حياته و عدالته، بينما هذا الجواب ناظر إلى الشهادة بمعنى ثان انعقدت
عليه سيرة العقلاء و هو ان الثقة الواحد إذا شهد بشيء قبلت شهادته و ان لم يكن
حيا و لا عادلا.
و
إذا قيل ما الفرق بين اخبار الثقة و شهادة الثقة؟
كان
الجواب: ان الملحوظ في اخبار الثقة مجرد كونه ناقلا بدون ان يفترض حكمه الخاص
بينما الملحوظ في شهادة الثقة نقله للشيء مع افتراض حكمه على طبقة و اعماله
لرأيه. فالثقة تارة ينقل الوثاقة بدون تبن لها و اخرى ينقلها مع تبنيه لها و حكمه
على طبقها. و الأول يدخل تحت عنوان اخبار الثقة و الثاني يدخل تحت عنوان شهادة
الثقة.