اسم الکتاب : الصولة الجعفرية في الرد على اللمعة البهية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 125
الفصل الأول
في الشيعة ودفع شبههم
إنّ
الشيعة الإماميّة يعتقدون أنّ الخليفةَ بَعْدَ رسولِ الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بلا فاصلٍ هو عليُّ بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ولعدم وقوعِ
ذلك بعد وفاتِهِ عليه الصّلاة والسلام فعلاً حمَلَهُم غيظُهم إلاّ قليلاً منهم على
تكفير الصَّحابة, إلا بضعة أفرادٍ منهم, حتّى حملوا الآيات القرآنية التي نزلت في
المنافقين على الخلفاء الثلاثة, وقد صرّح بذلك الصّافي في تفسيرِهِ, وبهاء الدين
العاملي في حاشيته على البيضاوي عند قوله تعـالى:[يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ
الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا
نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ
يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ][1].
ولو
تأملوا آخر الآية لعلموا أنّها بعيدة عنهم كلّ البعد؛ لأنّه من المعلوم أنّ أبا
بكر وعُمَرَ وعثمان رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ لم يكونوا محاويج, بل هُمُ الذين
أنفقوا أموالهم في سبيل الله, ونُصرة دينِ الله, وخدمة رسول الله, كما هو ثابتٌ في
كُتبِ التواريخ.
وقد
رُويَ عن عليّ بن أبي طالب (كرم
الله وجهه) أنّ أبا بكر تصدَّقَ بمالِهِ كلِّه فلامَهُ جمعٌ، فنزل قولُه تعالى: [فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ
[1]
سورة التوبة: الآية 74, وحاشية الشيخ البهائي على البيضاوي لم تطبع لحدّ الآن ولم
نتمكن من الاطلاع عليها.
اسم الکتاب : الصولة الجعفرية في الرد على اللمعة البهية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي الجزء : 1 صفحة : 125