responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 64

يكون لحرف واحد مخرجان ولا يكون لحرفيـن مخرج واحد

إذا عرفت جوهر الصوت وحقيقته، وعلمت منشأ تعدد الحروف الهجائية في مطلق اللغات، وأنّه لا سبيل لنا إلى معرفة اختلاف الصوت واتحاده إلا الحاسة السمعية اللهم لو تهيأ لنا أن نحس بتلك التموجات المختلفة من غير طريق السمع بإحدى الحواس الأخر مجردة أو بآلة لم ينحصر تميزها بذلك. ومع ذلك فضبط تلك الاهتزازات وعدّ التموجات لنفسها منقطعة عن الحس السمعي ليس بصوت كما عرفت.

فاعلمْ أنّه إذا كان وضعان مختلفان للأعضاء النطقية إلا أنّهما متشابهان في الانفتاحات والفرج والانعطافات والسعة والضيق وغير ذلك مما يؤثر على التموجات الهوائية المارة من بينها بحيث كانت هذه الخصوصيات وغيرها متحدة فيها فلا بد أن يكون الصوت الحادث منهما متحداً، وإن اختلفت أوضاع آلات النطق بعد اتحادها فيما مرّ.

خذ أنبوبة مقيسة من جانبيها بسعة واحدة ومقادير متفقة، وفي وسطها انعطافات متوازية من الطرفين على نسبة واحدة بلا تفاضل، ولا تفاوت وهي ذات وضع لو نفخ فيها صوّتت، ثم صوّت فيها من أي طرفيها شئت، تجد وتسمع صوتاً واحداً. ولو ضبطنا اهتزازاته بالمقاييس المتقنة لما وجدنا فيها اختلافا مع أن الوضع مختلف كما هو المفروض. ويظهر من هذا أنّه يمكن أن يكون لحرف واحد حقيقة مخرجان. نعم لا يمكن أن يخرج حرفان من مخرج واحد، وقد عرفت أنّه لا طريق لمعرفة اتحاد الصوت واختلافه إلا السمع، فإذا حكم بوحدة الصوت الخارج من مخرجين مختلفين، فلا بد أن نحكم بأنّه حرف واحد ذو مخرجين لا أنهما حرفان مختلفان.

اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست