responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 39

ماهية الصوت

اتفق علماء الفلسفة الطبيعية، وأعلامها على نظرية سهّلت عليهم تعليل الحوادث الطبيعية، وليس أنّهم شاهدوها، وإنّما أوصلتهم إليها التجارب كما أنّهم لم يقيموا عليها برهانا قاطعا فيما وقفت عليه من كتب هذه الفلسفة. وهي أنّ دقائق الأجسام جامدة كانت أو سائلة أو غازية لا تزال في حالة حركة، والحركة هي أساس المظاهر الطبيعية أجمع.

أما شكل تلك الحركة ومقاديرها فشيء مجهول، فربما كانت على أشكال دوائر أو على اتجاهات خطوط مستقيمة أو منحنية ذِهاباً وإيابا، وإذا كانت على أشكال دوائر فربما تكون حركتها حول محورها أو حول غيره. وربما كانت حركتها مؤلفة من جميع ذلك، وربما كانت الأجسام يختلف[1] نوع حركتها باختلافها، وإنّ ذلك فيها أجمع على مقياس ثابت وموازين لا تتحول.

والمشاعر الحيوانية التي أثبتها الله فينا وابتدعها في مجموعنا إذا مسّ جهازها ولامسه شيء من هذه الحركة، وصدمها ذلك الاهتزاز أدركت النفس نوعا من الإحساس عن طريق القوى القائمة في تلك المشاعر، فتنوع الإحساس منشأه.

إنّ تلك الاهتزازات إذا كانت على درجات معلومة من السرعة ومقادير موزونة، ووقعت على الأذن شعرنا بصوت، وإذا وقعت على العين أبصرنا شيئا، وإذا وقعت على الأعضاء اللامسة شعرنا بالبرودة أو الحرارة، كلّ ذلك إنما يكون بشروط معلومة.

ولا يعترينا شك في أن الصوت يحدث من اهتزاز الأجسام[2] فالجسم المهتز،


[1] الأصل ((تختلف)).

[2] في حاشية الأصل بخطّ خفيف بعضه غير مقروء، وهو ((مثل الطاقة بالحركة التموجية... في وسط... وقد يكون هذا الوسط مضغوطاً أو متخلخلاً)).

اسم الکتاب : الصوت وماهيته والفرق بين الضاد والظاء وما يلحق بذا اللفظ من الفوائد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست