لا ريب أن (الحاج صلال) بعد عودته يفاجئ من زمنه بدور جديد، تغيرت
فيه العادات وتبدلت الآداب، ودخل التجدد في كافة نواحي الحياة العراقية 0 وقد قمعت
فيه رؤوس شامخة، وتلاشت شخصيات بارزة، وتمّرد الناس على تقاليدهم العرفية، وخمدت
عاطفتهم الدينية واغرقوا في إشباع شهواتهم وتزعم فيه الأنذال، وساد الأخسّاء،
وهبّت عواصف الحضارة بمكارم الأخلاق، وقد توّج فيصل ملكاً على العراق على راس
حكومة وطنية بنى عرشها وعقد تاجها بعزيمة أبطال الثورة، وسارت سفينتها طافحة على
دمائهم السائلة، وقطع الإنكليز بها حجتهم فاصبح (الحاج صلال) ومن عداه من سراة
الثورة وخصوم