ولم يكن (صاحب الترجمة) شيخاً بماله فقط، بل هو بنفسه ودمه
أسخى، فهو حتف الأقران، والكمىّ المقدام، ضرام الوغى، وليث الكريهة، لا تهوله
بوارق الظبى، ولا يهاب مغامرة الحروب، وكم استعرت الحرب بينهم وبين من جاورهم من
القبائل، وزاحمهم في السلطة والنفوذ 0 فقد نشبت بينهم وبين (عشائر الأكرع) فتن
دامية ووقائع مشهورة، كان هو بطلها الذي لا تحل عزيمته ولا تفل عقدته، وقد اعتصمت
في بعضها كتائبهم بالقلاع، ولاذت جحافلهم بالحصون المنيعة، وقد بلغت عدّتها (أحد
عشر) حصناً 0 فصمد إليها بجأش طامن، وقلب قدّ من حديد 0 فلا يرهب الموت وهاجمها
بفئة بواسل، ففتحها حصناً حصناً وشتّت جموعها، ورفع عليها أعلام النصر، وولى
أعداءه الدبر 0
وقد استجارت بهم (عشيرة الرفيع) من عادية (المنتفج) فأجارها، وأبت
أريحيتهم ونخوتهم أن يمس من استجار بهم بسوء 0 فنازلوا (المنتفج) وردّوا عن
(الرفيع) كيدهم 0