responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 13

المسألة الرابعة في صدق دعوى النبوة

في أن لمعرفة صدق النبي في دعواه النبوة والرسالة طرقاً ثلاثة:

(الأول) ظهور المعجزة منه فانه لو لم يكن صادقاً في دعواه الرسالة مع إظهار الله المعجزة على يده لزم إغراء الناس باتباع الكاذب وهو قبيح وحاشا أن يصدر منه تعالى فلا يعقل أن تظهر المعجزة على يد الكاذب في دعوى النبوة والرسالة.

(الثاني) اخبار صادق يعلم بصدق خبره ويعتقد بصحة قوله كالنبي والوصي إذا أخبره بنبوة هذا المدعي بالنبوة.

(الثالث) اخبار جماعة يمتنع في حقهم الكذب بأن ذلك المدعي بالنبوة قد أظهر على يده المعجزة وخرق العادة واخبارهم بأن من يعتقد بصحة قوله قد أخبر بنبوته ورسالته.

المسألة الخامسة في رسالة نبينا محمد (ص) إلى جميع الأمم‌

في أن محمد (ص) بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله إلى جميع الأمم وذلك لأنه إدعى النبوة والرسالة من الله تعالى إلى جميع الخلق وظهرت على يده المعجزات الباهرة والآيات الظاهرة التي يعجز عن وصفها اللسان ويكل عن نعتها قلم البيان وقد بينا في المسألة الرابعة أن كل من ادعى النبوة وأظهر المعجزة كان صادقاً في دعواه فمحمد (ص) صادق في دعواه فهنا لابد لنا من إثبات أمرين:

(الأول) أن محمد (ص) ادعى الرسالة إلى جميع الخلق والدليل عليه التواتر والاتفاق في سائر العصور والآفاق.

(الثاني) ظهور المعجزات على يده ولدينا اليوم كتاب الله حجة بالغة ومعجزة دامغة وفرقاناً سماوياً اخرس البلغاء وقرآناً الاهياً لم تقدر على معارضته الفصحاء ويكفيك إثباتا لكونه كتاب وحي من الله ما ثبت فيه من الأنباء بالمغيبات كقوله تعالى [سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ][1] في وقعة بدر، فكان الأمر كذلك حيث انهزم فيها الكفار وولوا الأدبار وقوله تعالى [الم* غُلِبَتْ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ‌][2] فكان الأمر كذلك حيث انغلبوا أولًا ثم غلبوا ثانياً إلى غير ذلك من الآيات الشريفة[3] التي كان فيها إخبار عن المغيب ثم وقوعه على طبقها فكتاب الله معجزة خالدة على مدى الدهور وممر الأزمان والعصور وأما باقي معجزاته (فمنها) اخباره (ص) بموت نجاشي يوم موته فبان الأمر أنه مات في ذلك اليوم‌[4] واخباره عمار بن ياسر أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أصحاب معاوية يوم صفين باتفاق المؤرخين‌[5] واخباره عن وقعة


[1] سورة القمر آيه( 45).

[2] سورة الروم آية( 1).

[3] اخبار القرآن الكريم بظهور الإسلام‌[ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ‌].

[4] مناقب آل أبي طالب لأبي شهرآشوب ج 1 ص 107 قتاده وجابر بن عبد الله في قوله وأن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله انزل في النجالي لما مات نعاه جبرئيل إلى النبي فجمع الناس في البقيع ... الخ فجاءت الأخبار من كل جانب أنه مات ذلك اليوم.

[5] خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للحافظ النسائي ص 41 طبعة التقدم العلمية المصرية وكذلك في إثبات الهداية ص 4 حديث 296 ج 2.

اسم الکتاب : نهج الهدى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست