responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 48

ومباحث التصديقات فلو لم يقسم العلم إلى التصور والتصديق ويبين كون كل منهما يكون نظرياً يقع فيه الخطأ لم يثبت احتياج الناس إلى كلا جزئي المنطق لاحتمال أن التصورات كلها بديهية والتصديقات نظرية أو بالعكس وحينئذ فيكون المحتاج إليه أحد جزئي المنطق فقط.

وتاسعاً: إن وقوع الخطأ لا يستلزم الاحتياج إلى القانون العاصم لجواز أن يكون تمييز الخطأ عن الصواب بديهياً حاصلًا بمجرد الالتفات إلى الرأي وملاحظة أنه صحيح أو فاسد وحينئذ فلا بد لنا من ضم مقدمة رابعة لتلك المقدمات الثلاثة وهي أن تمييز الخطأ عن الصواب ليس يحصل بمجرد الالتفات.- وجوابه- إن هذه المقدمة معلومة واضحة وإلا لم يقع الاختلاف بين العقلاء ولذا أهملها القوم. ولعل نفس إثبات وقوع الخطأ يدل على عدم حصول التمييز بمجرد الالتفات.

وعاشراً: إن كثيراً من الأنظار والأفكار لم يقع فيها الخطأ مع أن أربابها لم يراعوا المنطق. كيف وقبل المنطق كان للفلاسفة آراء وأفكار لم يخطئوا فيها فلو كان المنطق محتاجاً إليه لما استغنوا أولئك عنه.- وجوابه- إن ذلك إما بالصدفة والاتفاق أو بالعاصمية الإلهية نظير من لم يلحن ولم يعرف النحو ونحن كلامنا بالنسبة إلى عامة العقلاء الذين لم يبرح الخطأ عن أفكارهم. على أن هؤلاء قد أعلموا قواعد المنطق دون الالتفات إليها كما يعمل بقواعد الصحة دون الالتفات إليها فالاحتياج إلى نفس المنطق موجود فيهم.

تعريف المنطق‌

(عرَّفوه بأنه آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر).

ويرد عليهم سبعة إيرادات.

أولًا: إن الآلة هي الواسطة بين الفاعل ومنفعله في وصول أثره إليه والمنطق ليس بآلة بين العقل والمطالب الكسبية لأن العقل ليس بفاعل ولا مؤثر في المطالب الكسبية وإنما هو قابل لها.- وجوابه- إن المنطق واسطة بين العقل ومبادي المطالب الكسبية لأنه يرتبها بواسطة المنطق لتحصيل المطالب منها والترتيب أثر للعقل.

وثانياً: إن المنطق مجموع قوانين كثيرة فكيف يعرف بالقانون.- وجوابه- إن هذا إنما يرد على من عرفه بالقانون لا بالآلة فإن مجموع القوانين تكون آلة للاكتساب الصحيح لا بعضها إذ من لاحظ بعضها لا تحصل له العصمة عن الخطأ في الفكر.

وثالثاً: إن المجاهدة النفسانية أيضاً عاصمة للذهن عن الخطأ فالتعريف يدخل فيه الغير.- وجوابه- نعم ولكن المجاهدة ليست بآلة قانونية وقواعد كلية بل هي قوة تحصل للنفس فتنكشف بها الحقائق من دون حاجة للفكر نظير بعض الفطر السليمة والتأملات الدقيقة.

ورابعاً: أن المنطقيين قد يعرض لهم الخطأ فلو كان المنطق عاصماً لعصمهم عن الخطأ.- وجوابه- إن خطأهم لعدم رعايتهم لقواعده على الوجه الصحيح في الترتيب والهيئة.

وخامساً: إن المنطق علم. والآلة نفس المعلومات فيكون تعريفاً بالمباين ولذا ترى الأصوليين عرّفوا الأصول بالعلم بالقواعد لا بنفس القواعد وهكذا النحويون. وجوابه- مضافاً إلى أن أسماء العلوم تطلق على نفس القواعد والمسائل في باب المقدمة. لا نسلم أن الآلة هي نفس المعلومات بل هي العلم بالمعلومات.

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست