responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 41

غير متناهية فهو ليس بمحال لجواز أن يقال: إن النفس قديمة وليست بحادثة فتدرك أموراً غير متناهية يترتب عليها المطلوب. وجوابه- إن استحضار ما لا نهاية له في تحصيل المطلوب محال سواء قلنا إن النفس حادثة أو قديمة لعدم الانتهاء إلى ما حاصل في الذهن حتى يستند الاكتساب إليه فأنه لو كانت جميع السلسلة نظرية لم يمكن حصول شي‌ء منها إذ ليس هناك شي‌ء يصح استنادها إليه سواء كانت النفس حادثة أو قديمة. ومن هنا يظهر دليل مستقل على عدم نظرية الكل. وحاصله أنه لو كان الكل نظرياً لاستدعى الاحتياج إلى الغير في الحصول في الذهن والفرض أنه ليس حاصل فيه شي‌ء لأن الجميع نظري وهذا نظير ما استدل به على وجود الواجب تعالى بأن الممكن لا يستقل بالوجود فلو انحصر الموجود بالممكن لزم أن لا يوجد أصلًا لعدم استناد الممكن إلى شي‌ء موجود يوجد فيه.

تعريف النظر

(اشتهر عندهم تعريف النظر الذي هو الفكر بأنه ترتيب أمور معلومة لتؤدي إلى مجهول). ويرد عليهم سبعة عشر إيراداً.

أولًا: إنه يخرج منه التعريف بالمفرد كالتعريف بالفصل فقط كقولنا الإنسان ناطق. وكالتعريف بالخاصة فقط كقولنا: الإنسان ضاحك والأولى تعريف النظر بأنه ملاحظة المعقول لتحصيل المجهول.- وجوابه- سيجي‌ء إن شاء الله في جواب الإيراد الخامس على تعريف القدماء للمعرف.

وثانياً: إنه لا يمكن تحصيل المجهول إلا بعد تصوره بوجه ما وإلا لزم طلب المجهول المطلق وقد تقدم أنه محال وحينئذ فلا يعقل ترتيب الأمور لتؤدي إلى المجهول وإنما هي لتؤدي إلى المعلوم ولو بوجه ما.- وجوابه- إنه ليس المراد به المجهول المطلق بل المجهول المتصور بوجه ما والقرينة على ذلك هو حكم العقل باستحالة طلب المجهول المطلق.

وثالثاً: إنه لا يشمل أفراد النظر إذا كان من المظنونات أو المخيلات أو الجهليات إذ لم يكن فيها ترتيب أمور معلومة.- وجوابه- إن العلم يراد به هنا ما سبق في تعريفهم له وهو الصورة الحاصلة من الشي‌ء عند العقل المقسم إلى تصور وتصديق وهو يشمل جميع ما ذكر.

ورابعاً: إنه يشمل الحدس لأنه عبارة عن اجتماع أمور معلومة يحصل منها في الذهن أمر مجهول كما لو قيل: إن زيداً قد مد يديه وأسبل رجليه وانقطع نفسه فإنك تحدس بأنه قد مات فقد ترتبت أمور معلومة وحصل منها أمر مجهول وهو موت زيد. وجوابه- إن بالفكر وبالنظر سواء كان لتحصيل المجهول التصوري أو التصديقي تحصل للنفس حركتان- إحداهما هو ملاحظة الصور المخزونة فيها لتعيين ما هو مبدأ لتحصيل مطلوبها المجهول لديها فما تراه مبدأ لتحصيله تأخذه وما لا تراه تتركه وهذه الحركة كما عرفت تكون بعد تصور المطلوب المجهول وثانيهما- هي حركتها من تلك الصور المناسبة المعلومة لديها لتحصيل المطلوب المجهول بأن ترتبها ترتيباً مؤدياً للمطلوب وتنتقل بالتدريج منها إليه وهذه الحركة تكون بعدما تعين النفس الصور المناسبة للمطلوب. وخطأ النفس في الحركة الأولى كثيراً ما يقع برؤية المبادي الغير المناسبة للمطلوب مناسبة له والكاذبة صادقة والكافل لرفع الخطأ فيها هي قوانين المادة المسماة بالصناعات الخمس من البرهان والجدل والخطابة والشعر والسفسطة. وأما الحركة الثانية فقليلًا ما يقع فيها الخطأ بأن ترتب تلك المبادي ترتيباً فاسداً والكافل لدفعه قوانين الصورة من المعرف والحجة. وأما الحدس فإنه لا يوجد فيه هذا

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست