responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 108

وخامساً: إن الكليات الممتنعة كشريك الباري و اجتماع النقيضين يكون بينهما تباين كلي مع أن بين نقائضها كاللا شريك الباري و اللا اجتماع النقيضين تساوياً. وجوابه- يعلم مما سبق من جوابنا الإيراد الثاني على نقيضي المتساويين.

إستدلالهم على النسب بين النقيضين‌

(لا زال المنطقيون يأخذون في استدلالهم على النسبة بين النقيضين القضية الشرطية المشهورة وهي إذا صدق أحد النقيضين بدون النقيض الآخر لصدق مع عين الآخر وهي ترجع إلى أنَّ سلب النقيض يستلزم صدق عينه). ويرد عليهم إيراد واحد.

وهو إنَّ هذه الشرطية ترجع إلى دعوى الملازمة بين السالبة المعدولة المحمول وبين الموجبة لأن معناه أنَّ أحد النقيضين إذا كان مسلوباً عن الآخر فيثبت عينه للآخر فإذا صدق (بعض اللا إنسان ليس بلا ناطق) صدق بعض اللا إنسان ناطق. ومن البديهي انَّ السالبة اعم من الموجبة لصدقها مع انتفاء الموضوع بخلاف الموجبة فانه لا بد في صدقها مع وجود الموضوع فيجوز أن يكون أحد النقيضين مسلوباً على النقيض الآخر لكون هذا النقيض الآخر منتفياً في الخارج وحينئذٍ لا يثبت له عين الآخر لأن ثبوت شي‌ء لشي‌ء فرع ثبوت المثبت له وقد فرض انَّ المثبت له منتف في المقام كما في صورة المفهومات العامة الشاملة لأنواع الموجودات كالشي‌ء و الممكن بالامكان العام فان بينهما تساوياً ويصدق سلب أحد نقيضيهما عن الآخر بأن يقال: (بعض اللا ممكن العام ليس بلا شي‌ء) لكون (اللا ممكن) منتفياً في الخارج فتصدق السالبة لانتفاء موضوعها ولا تصدق الموجبة اعني: (بعض اللا ممكن العام شي‌ء) لأن (اللا ممكن غير موجود فلا يصح إثبات شي‌ء له إلى غير ذلك من نقائض المفهومات العامة كاللا موجود و اللا متحصل واللا مشخص مما ليس لها أفراد في نفس الأمر لأن كل ما وجد في عالم الواقع لا بد وأن يكون شيئاً وممكناً ومشخصاً ومحصلًا وموجوداً. إن قلت: انَّ نقيض الشي‌ء سلبه كما تقدم في الإيراد الأول على نقيض الأعم و الأخص المطلق (فاللا إنسان) الذي هو نقيض الإنسان يكون سالباً للإنسان لأن النقيض هو المفهوم البعيد غاية البعد عن نقيضه وهو لا يكون إلا إذا كان سالباً له لا مفهوماً محصلًا معانداً له فإذا قلنا: (كل لا ناطق لا إنسان) معناه سلب الانسانية عن اللا ناطق وكذا قولنا: (كل لا حيوان لا إنسان) معناه سلب الانسانية عن اللاحيوان. ومن المعلوم انَّ كذب السالبة إنما يكون بعد تحقق السلب ولا مدخلية لانتفاء الموضوع أو وجوده في كذبها ففرض كذب (كل لا ناطق لا إنسان) التي ثبت انها سالبة لا موجبة لا يكون من جهة عدم وجود (اللا ناطق) لأن السالبة تصدق مع انتفاء الموضوع و إنما يكون من جهة عدم تحقق السلب فيها بمعنى عدم ثبوت سلب الانسانية عن اللا ناطق ولازم عدم ثبوت سلب الانسانية وهو ايجاب الانسانية و إلا ارتفع النيقضان فثبت المدعى وهو انه لو لم يصدق أحد النقيضين مع النقيض الآخر لصدق عين الآخر فإذا فرض انه لم يصدق: (كل لا ممكن لا شي‌ء) فلا بد أن يكون عدم صدقه ليسس من جهة عدم تحقق (اللا ممكن) الذي هو الموضوع لما عرفت من أنَّ عدم تحقق الموضوع في السالبة يوجب صدقها بل لا بد وأن يكون من جهة عدم تحقق سلب الشيئية عن (اللا ممكن) ولازم عدم تحققه أن يثبت ايجاب الشيئية للاممكن لاستحالة ارتفاع النقيضين. وإن شئت قلت: انَّ نقيض حمل أحد النقيضين على الآخر مثل قولنا: (اللا ناطق لا إنسان) هو حمل عينه عليه اعني قولنا: (اللا ناطق إنسان) لأن نقيض السلب هو الايجاب وليس نقيضه سلب النقيض اعني قولنا: (اللاناطق ليس بلا إنسان) لأن نقيض‌

اسم الکتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست