خلاف ما دل عليه الحديث و عند ذا ان أمكن
الجمع و التوفيق بينهما جمع بينهما، و إلا أخذ بالراجح و إلا تساقطا كما هو مذكور
في باب التعارض، و اذا أطلقوا متن الحديث فمرادهم خصوص اللفظ الحاكي للسنة و إذا
أطلقوا سند الحديث فمرادهم طريق متن الحديث أعني جملة رواته و إذا أطلقوا الاسناد
فمرادهم رفع الحديث لقائله.
و الخبر مرادف للحديث لغة و اصطلاحا فإن كليهما في اللغة بمعنى
الاعلام و كل منهما في الاصطلاح ما يحكى عن السنة.
المقام الاول في نفس السنة:
ثم ان الكلام في السنة يقع في مقامين الأول في نفس السنة و الثاني في
نقلها و الحكاية لها.
أما المقام الأول: فقد عرفت أن نفس السنة عبارة عن القول و الفعل و
الترك و التقرير.
أما القول الصادر من المعصوم لا أشكال في حجيته و وجوب العمل بمؤداه
لمكان عصمة قائله عن الخطأ في كل ما أخبر به عن الواقع فيكون ما أخبر به حجة على
الواقع و يجب العمل بمؤداه و الأخذ بظاهره، كما هو الحال عند أهل المحاورات حيث يعملون
بالقول بظاهره حسب ما تقتضيه الأصول اللفظية في مقام المخاطبة و إنما لا يلتفتون و
لا يدركون الأصول اللفظية لما هو مركوز في أذهانهم و مودوع في خزانة أفكارهم من
الأصول اللفظية لكن وجوب العمل بقول المعصوم (عليه السلام) مشروط بشرطين:-
الأول: أن يكون جهة صدوره هو بيان الحكم الواقعي لا لجهة أخرى من
تقية أو غيرها من مصالح إظهار غير الواقع بصورة الواقع