و الحاصل انَّه يقضي ليلة العاشر من ذي
الحجة أعني ليلة عيد عرفة في المشعر بعد انتهائه من الموقف في عرفات يوم التاسع
قاصداً بذلك القربة لوجه اللّه تعالى، و يستحب له الوقوف بعرفات ان يحمد اللّه و
يهلله و يمجده و يثني عليه و يكبره مائة مرة و يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة
مرة، و يختار لنفسه من الدعاء ما احب و ليجتهد فانَّه يوم الدعاء و المسألة و
ليتحرز من الشيطان الرجيم و يتعوذ منه بالله الرحمن الرحيم فانَّ الشيطان لن يذهلك
في موطن قط احب اليه من ان يذهلك في هذا المقام العظيم و إياك إياك ان تشغل بالنظر
الى الناس عن نفسك فهناك السعادة التي يركض اليها المتقون و الرحيق السلسبيل الذي
يكرع منه المؤمنون.