responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 32

أشخاص معروفون ساقطون لا يعتمد عليهم ولا يوثق بهم ولا تكاد تجد طائفة من أهل العلوم والآداب من سائر الملل والأديان إلا وتجد فيهم أفرادا ساقطين لا يؤبه بهم ولا يعول عليهم ثم ان كاتب المقتطف لم يقتنع بذلك المقدار من وصم كتاب العرب ورواة الشعر بما يوجب القدح فيهم والحط من شأنهم حتى ارتقى إلى رواة الأحاديث والأخبار التي عليها تدور رحى الديانة الإسلامية فنسبهم إلى الوضع والاختلاق والتدليس وهو افتراء بلا امتراء وكذب وبهتان. كيف يستحل رواة الأحاديث أن يكذبوا على الله تعالى أو على رسوله أو على أحد أئمة الدين وأن يدخلوا في الدين ما ليس منه والكذب عندهم من الكبائر الموبقة والمحرمات الفضيعة. نعم يوجد بعض الكذابين والوضاعين في الرواة وهم معروفون وقد كتب علماء المسلمين في معرفة رجال الحديث ومقدار ما لهم من الوثاقة والصدق وفي أحوال المدلسين والوضاعين وفي الأحاديث الموضوعة كتبا تفوق الحصر وليس في جميع المسلمين من يستحل الوضع: والواضع منهم يعلم انه قد اقدم على ما لا يحل له كالعاصي الذي يرتكب بعض المحرمات والآثام قوله (ولعلنا لو وقع لنا نسخة خطت قبلها بخمسمائة سنة إلخ) لا وقع لهذا الترجي عندنا أصلا وقد وقعت لنا نسخ من نهج البلاعة وفيها صورة العهد المنوه عنه وقد خطت قبل نسخة السلطان بأكثر من مائة سنة والان توجد نسختان منها أحدهما في النجف الاشرف والثانية في بغداد عند فاضل نجفي قوله (ويبعد عن التصديق أن يكتبه مطولا مسهبا على هذه الصورة أهل ذلك العصر كان يعوزهم القرطاس) إعواز القرطاس كان في مبدأ الإسلام قبل أن ينتشر في الأفاق وتكثر فتوحاته وتتسع بلاده و أما في زمن ظهور خلافة أمير المؤمنين (ع) فلم يكن الأمر كذلك فإن المسلمين قد فتحوا بلاداً كثيرة وملكوا دول الأكاسرة والقياصرة فلم يكن يعوزهم ذلك قال ابن أبي الحديد في (ص 484 ج 2). (وكانت الكوفة يومئذ (يعني يوم كان فيها أمير المؤمنين) تجبى لها ثمرات كل شي‌ء وتأتي إليها هدايا الملوك من الأفاق) على انه قد وجد من الكتب السماوية والصحف الدينية ما هو أطول من هذا العهد قوله (والعهد في صورته الحاضرة لا يكتبه إلا رجل متأنق حرفته صوغ الكلام لا أمير مشغول بالحرب والجهاد كما كان‌

اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست