responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 16

المنكرون والمشككون‌

الذين أنكروا ان كلام النهج كله من كلام أمير المؤمنين طوائف من الناس وهذه الطوائف لا تعدو أشخاصا من المسلمين و أشخاصا من المسيحييين والطبيعيين ولا أهمية للفريقين الأخيرين لأن المسيحيين لا يرون في الغالب إلا كتب بعض طوائف المسلمين فينسجون على منوالهم ويقتصون آثارهم وفيهم من يختار ما فيه الوقيعة والتوهين وإن كان من أقوالهم الواهية و أما الطبيعيون فيشاركون هؤلاء فيما ذكرناه وينفردون عنهم بأن شعارهم الجحد والإنكار والطعن في الكتب المقدسة عند المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، وقد رأيت إن الداعي لإنكاره دون سائر الكتب التي ألفها المؤلفون وجمعها الجامعون من الوقائع والسير و الأخبار والأحاديث وغيرها فانه تتلقى بالقبول وان كان الجامع مجهول الحال غير معروف بالصدق والعدالة هو أحد أمور كل واحد منها حمل فريقا من الناس على ذلك.

(الأول) ما يوجد في الكتاب مما يتنافى مع مذهب المنكر ويقدح في عقائده ولا يمكنه الالتزام به ولا تأويله وصرفه عن ظاهره فلا يسعه إلا الإنكار.

(الثاني) أن يكون المنكر مريض القلب فيدعوه مرض قلبه إلى أن يجحد أي مكرمة أو محمدة تضاف إلى إمام ديني أو تنسب إلى رئيس روحي.

(الثالث) الجهل بمقام من تنسب إليه مندرجات ذلك الكتاب وعدم عرفان قدره وعظم شأنه فيستبعد المنكر صدور تلك الحكم البالغة والخطب الباهرة بديهة وارتجالا من رجل مقسم القلب مشتغل بالأمور السياسية والحروب الداخلية.

(الرابع) حب الشذوذ والافتتان بالمخالفة قد يكون لأمر سياسي وقد يكون من الغرائز في بعض النفوس.

(الخامس) عدم الوقوف على مصادر ما فيه من الخطب وغيرها مع عدم معرفة منهاج الشريف الرضي في جمعه ورواياته. وأيا ما كان مثير الإنكار وباعثه فلا يدحض الحجة ولا يدفع البرهان وسأوافيك بكلمات المنكرين والشاكين واذكر لك حججهم ولا نتطرق إليها من الخلل والزلل وأرجو منك أيها الناظر أن لا تقودك عصبية أو جامعة مذهبية إلى ظلم إنصافك ووجدانك واسترقاق حرية ضميرك وكان‌

اسم الکتاب : مدارك نهج البلاغة المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست