responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غاية المأمول المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 265

بعض القصص والكلام أحد طرق إعلام الله لأولياءه وإلا فغيرها كثير كالإلهام والرموز والقرائن والأطياف الناصة ونحو ذلك فوصول الكلام بلسان جبرائيل لا يخلو عن أمرين أما بأن يكون جبرائيل محل الكلام وبه أوجد الله الكلام فكلام جبرائيل ظاهر كلام الله في الحقيقة أو إن الكلام أوجد في فلك أو نحوه فسمعه جبرائيل وأمر بأداءه فهو مرادي ومؤدِ وهذا أظهر الفردين. ويمكن أن تكون صور الحروف منقوشة في لوح وجبرائيل يروي عنها لكن تلك النقوش ليست مبدعة بل صورة بعد الكلام إذْ لولا ذلك لأشكل كون القرآن كلام الله فتأمل.

وكذا لا وجه لكون جبرائيل ملهماً للحكم فيتكلم به إذْ يكون الكلام منه على التأثير أو الكسب وكلاهما خلاف الضرورة والذي يقضي به كلام أهل العصمة (ع) إن كلمات القرآن كانت تحت العرش ثم هبطت حتى وصلت إلى سماء الدنيا ثم جاءت إلى محمد صلى الله عليه وآله فإن بقي على ظاهره أمكن القول بأن الخطابات القرآنية كلها خطابات وضع كالوصايا والرسائل وليست من الخطابات الحقيقية المعتبر فيها الشفاه فدعوى العموم في الخطابات للمعدومين على هذا غير بعيدة اللهم إلّا أن يقال إن الخطاب حين جرى على لسان جبرائيل اعتبرت فيه المشافهة.

وعلى ما ذكر في الأخبار كقول الصادق (ع) نزل القرآن في عشرين أوله وآخره نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في عشرين سنة إن لم يؤول يشكل القول بأن القرآن كلام الله إلّا أن يقال إن النقوش صور الحروف من الكلام بمعنى إنها حصلت بعد التكلم وإن الكلام لم يقصد به الإفهام بل أوجد في الجسم ليصور أو إنها متبوعة والكلام بعدها أغني عنه بعد إيجاد النقوش أوجد الكلام هذا كله على ما هو الظاهر وإن أزيد باللوح والكتاب المكنون ونحوهما علم الله تعالى فلا يبقى ثمة كلام.

اسم الکتاب : غاية المأمول المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست