وقد استفاد من المنهج الأكاديمي والطريقة الحوزوية في اتخاذ (منهجيّة فريدة) تجمع بين الأصالة والتجديد.

إصلاحاته:

قام سماحته بإصلاحات جليلة فأَحْيا دوارس المدارس وَجَّددَ طوامس الآثار فمن ذلك:

1. ترميم جامع آل كاشف الغطاء، الواقع في محلة العمارة من محالّ النجف الأشرف، وهو من الجوامع القديمة، وقد آل إلى التشعُّث بسبب الإهمال وعدم العناية فتصدى إلى إصلاحه الشيخ الجليل وأعاد إليه نضارته فعاد من المساجد المعمورة التي يُذكر فيها اسم الله تعالى في جميع الأوقات كما تلقى فيه الدروس الفقهية والأصولية والدروس الأخرى صباح مساء وهو اليوم يعج بطلبة العلم من النجف وسائر مدن العراق.

2. تجديد المدرسة المهدية، وكان من شوامخ أعماله الخالدة مسعاه لتجديد المدرسة المهدية التي أسسها الفقيه الشيخ مهدي ابن الشيخ علي كاشف الغطاء بعد أنْ وَهَتْ أركانها وتداعى بُنْيانها وأصبحت (خرابة) تتحسَّرُ لِمَرآها النفوس وتأسف لما عراها من الانطماس والدروس فنهض ببناء صرحها الشامخ وأضاف إليها طابقاً جديداً مع توفير مستلزمات الراحة للطلبة الوافدين إليها من كل حدب وصوب حتى أصبحت (عروس المدارس الدينية) في النجف الأشرف. ولتفصيل الكلام عنها يُراجع كتاب (علي والنجف) (2/ 17) ومما زاد بهجتها وضاعف الانتفاع بها هُوَ نقل مكتبة آل كاشف الغطاء إليها بفضل العلامة الشيخ عباس الذي دَأًبَ على رعاية هذه المؤسسة العلمية الأصلية وواصل سواد ليله ببياض نهاره للوصول بها إلى المكانة الراقية التي تحقّق لطالب العلم الشرعي غايتَه وتسدُّ كفايته.

وللحديث عن محتويات المكتبة من نوادر المخطوطات والمطبوعات موضع آخر لا يسعه هذا المختصر.