وجميعهم طامعين في الاستيلاء على الحجاز
والدعاء لخليفتهم من على منبر المسجد الحرام.
وقد كان سياسياً عظيماً واديباً كبيراً وشاعراً فحلًا، دعاه الخليفة
الناصر العباسي لزيارة بغداد، فرحل اليها بمجموعة من سادات آل البيت، وحينما وصل
الى قرب بغداد، ارسل الخليفة الناصر لاستقباله عدد كبير من امراء البيت العباسي
ووزرائهم، وكان مع احد الوزراء اسد في سلسلة حديدية يجره الوزير من على صهوة جواده
متلهياً به كالكلب، فتطيّر الشريف قتادة من ذلك، وقال كلمته المشهورة التي قدرها
له مؤرخوا القرون الوسطى وهي: (مالي ولأرض تذل فيها الأسود والله لا دخلتها) فرجع
الى مكة، ولم يدخل بغداد. فكتب اليه الناصر العباسي كتاباً رقيقاً عاتبه فيه على
الرجوع الى عاصمته مكة، فأجابه الشريف بكتاب ضمنه اسباب عودته، وختمه بهذه الأبيات
الشهيرة: