responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 310

الرقيق حتى يزيدون على المئات والألوف، فقد وفد ذو الكلاع ملك حمير على أبي بكر ومعه ألف عبد، ولم يكن شريف من أشراف العرب يخلو منزله من عبيد يستعملهم في حاجات منزله، فقد كان لعبد الله بن ربيعة عبيد من الحبش يتصرفون في جميع المهن، وقلما كانوا يثقون بأمانة العبيد.

كانت العرب تستعين بعبيدها في القتال ومن أصناف العبيد عندهم (القن) وهو العبد الذي يعمل بالأرض ويباع معها. ومن يدخل الرق بالمقامرة كما أتفق لأبي لهب مع العاص بن هشام فإنهما تقامرا على أن من قمر كان عبدا لصاحبه فقمره أبو لهب فاسترقه واسترعاه إبله وكانوا يسترقون المديونين، ولم تكن للعرب حكومة ذات أنظمة ولا دين ذو آداب في ما يختص بالعبيد، وسلطة السيد عليه مطلقة غير مقيدة كسلطته على ما يملكه من مواشية ودوابه، وكانت العرب تتزوج الإماء فإذا ولد لهم منهن أولاد استعبدوهم فإذا أنجب أحدهم ألحقوه بأنسابهم واعترفوا به وإلا بقي عبداً، واشهر حوادث الاستلحاق على هذه الصورة إلحاق عنترة العبسي بأبيه شداد: وهو إبن جاريته وربيبه وكان شداد نفاه فلما أنجب ألحقه بنسبه، وكان العرب لا يعتقون عبيدهم إلا بسبب مهم، وإذا أحب العبد العتق طلب البيع من مولاه بمال يؤديه له فيتحرر، والمهن الحقيرة هي من وظائف العبيد عندهم كقضاء حاجات المنازل ورعاية الإبل والماشية وبري الأقواس ورمي النبال وجمعها.

والمعروف من أصناف العبيد في العراق إلى زماننا صنفان: النوبي والحبشي ويفضل العراقيون النوبة على الحبش بكثير من المزايا منها الوفاء والأمانة والبسالة والإخلاص لسادتهم، ولهذا يسامون بأغلى‌

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست