طرفاً من حجابها

وفي مقدمتهم محمد بن بطوطة من أهالي طنجة، اعظم سياح العرب، الذي وصل إلى نهر النيجر، وزعم أنه نهر النيل، ووصل إلى تمبكتو.

ونفتتح الكلام عنهم بالجمعية الأفريقية:

الجمعية الأفريقية التي أسست عام 1788 م بمدينة لندن، كانت نتيجة سفر جيمس بروسن، ففي عام 1766 م سافر جيمس بروسن الاسكتلندي إلى مصر قاصداً استكشاف أعالي النيل، ومنابعه، بعد رحلته الأولى التي اكتشف فيها عدة جهات في تونس والجزائر. ولما آب منها، صمم على هذه الرحلة، لما لاقاه من الاحتفاء والاحتفال به، والتنشيط من شعبه وقد ساعدته حكومته على ذلك. وفي هذه الرحلة اكتشف بحيرة نسانا، التي هي منبع النيل الأزرق سنة 1768 م ونشر معلومات وافية عن أقوامها وعادتهم وشؤون كثيرة من أحوال تلك الأقطار، ومضى نحو ثلاث سنين في هذه الرحلة، وعندما عاد إلى لندن، اجتمع نفر من العلماء والرياضيين وعقدوا النية على استكشاف ما غمض من مجاهل أفريقيا وإبراز ما خفي منها، وذلك بإعداد إرساليات إلى أواسطها لهذه المهمة، وكانت هذه أول جمعية جغرافية تألفت من نوعها، وفي عام 1831 م انضمت إلى الجمعية الجغرافية الملكية، وأرسلت أناساً كثيرين أشهرهم هوتن، الذي وصل إلى سمنبغ وقتل في جاوا، ولما قتل أرسل الدكتور منجويارل ليقفو أثر أعمال هوتن، ويستكشف منبع النيجر، وبعد جهد تعلم لغة البلاد، وفي سنة 1795 م سافر إلى نهر غمبيا، ومنه إلى نهر النيجر أوجوليبا (الماء الغزير) وكشف الإقليم‌