responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 242

القوافل، يستريحون ويصلحون أسقيتهم. ومن هناك يبعث التكشيف، وهو أسم لكل رجل من مسوقة يكترى به أهل القافلة، فينفد إلى أبي الآش بكتب الناس إلى أصحابهم، ثم وصلنا مدينة أبو الآش أو عماله السودان، ولما وصلناها جعل التجار أمتعتهم في رحبه وتكفل السودان حفظها، وتوجهوا إلى الغرباء (نائب السلطان)، وهو جالس على بساط تحت سُقَيف، وكراء مسوقة من ورائه. ووقف التجار بين يديه يكلمهم ترجمان. والبيض في هذه البلد يحتقرهم السودان أشد الاحتقار، وشأن مسوقه غريب، فأما رجالهم فلا غيرة لهم ولا ينتسب أحدهم إلى أبيه، بل ينتسب إلى خاله، ولا يرث الرجل إلا أبناء أخته، دون بنيه والنساء سافرات، ولهن الحرية التامة في اتخاذ الأحداث من الرجال. ومنها وصلنا قرية زاغري، وهي قرية كبيرة ويسكنها تجار السودان وهم يسمون ويخراته، ثم إلى كار سنحو، ثم كابرة ثم زاغة، ثم إلى بلدة مولى ثم بوفي وهي من أكبر بلاد السودان، وسلطانها من أعظم سلاطينهم ولا يدخلها الأبيض من الناس لأنهم يقتلونه قبل الوصول إليها، ثم وصلنا صنعرة ثم إلى مالي ويقطنها ملك السودان، وفيها محلة للبيض وتسمى (منسي) ومعناه السلطان والسودان أعظم الناس تواضعاً لملوكهم، يحلفون باسم الملك، فإذا دعا أحدهم خلع ثيابه ولبس أثوابا سملة، ووقف بين يديه كالراكع وإذا كلمه السلطان حث التراب على رأسه تعظيماً. وللسلطان موكب فخم مهيب إذا جلس للناس، وإذا جلس للعيد وفد عليه الشعراء ويسمونه الجُلا بضم الجيم. وكل واحد منهم في جوف صورة مصنوعة من الريش تشبه الشقشاق لها رأس من الخشب له منقار أحمر كأنه رأس الشقشاق ويقفون بين يديه، فينشدون‌

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست