responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 204

الضوء من أجلها ويلح القيظ الشديد عليهم وتسود جلودهم لإفراط الحر، ويسمى سكان الجنوب من الإقليمين الأول والثاني باسم الحبشة والزنج والسودان أسماء مترادفة على الأمم المتغيرة بالسواد وإن كان اسم الحبشة مختصاً فهم بمن تجاه مكة واليمن.

والزنج من تجاهه بحر الهند، وليست هذه الأسماء لهم من أصل انتسابهم إلى أدمي لا حام ولا غيره. وقد تجد من السودان من أهل الجنوب من يسكن الربع المعتدل أو السابع المنحرف إلى البياض فتبيض ألوان أعقابهم على التدرج مع الأيام، وبالعكس من يسكن من أهل الشمال بالجنوب فتسود ألوان أعقابهم، ولما رأى النسابون اختلاف هذه الأمم بسماتها وشعارها حسبوا ذلك من أجل الأنساب فجعلوا أهل الجنوب كلهم السودان من ولد حام وارتابوا في ألوانهم فتكلفوا نقل تلك الحكاية الواهية. وفيما ذكره من ترادف السودان والحبشة والزنج لا نوافقه عليه، فإن السودان أعم إطلاقاً منهما، والحبش أعم من الزنج لشمولها جميع أنواع الأحباش. ويمكن أن يكون الترادف شائعاً في زمانه. ثم أن الصفات الخلقية المميزة للأسود ليس اللون فقط فإن في تركيب بنية الرأس وديباجة الوجه وقوام الهندام كما يأتي اختلافاً بعيداً بين السودان والبيض، فهب أن السواد نشأ من حالة الجو في ذلك الإقليم، ولكن ذلك لا يوجب كونهم من سلالات البيض بعد افتراقهم عنهم بتلك الميزات، وإن كان الفارق الجلي هو اللون ولا يبعد أن يكون العنصر الزنجي أصل السلالات الأثيوبية، وما ذكره البارون لري لا ينافي ذلك، فلولا الفوارق لما كان الأصل أصلًا والفرع فرعاً فإن تلك السلالات من أصل التطورات في العنصر الزنجي والارتقاء في مقادير

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست