responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 187

بفضلهم عليهم.

ويرجع السبب في انقراض الأغوات والطواشي إلى عاملين أساسيين أولهما منع تجارة الرقيق، وثانيهما: قرب زوال ما يسمى عند الأتراك (الحر ملك) وشاعت هذه التسمية في غير تركيا، ويسمى القسم الخاص بالنساء في الدور الدخلاني ويقابله (السلاملله) ويسمى البراني وهو الخاص بالرجال، وقد اقتضى مبدأ الحجاب إيجاد طائفة من الخدم يمكن أن تختلط بالنساء والرجال دون أن يكون في اختلاطهما مساس بمبدأً الحجاب، وفي الوقت نفسه لا يوجد اختلاطهما بالرجال أي أثر من أثر سوء التفاهم بين النساء والرجال، فوجب أن يزداد عددهم إجابة لرغبة أصحاب القصور. وقد قام النخاسون بعملية التطويش، العملية الهمجية الخطرة، وكان أولئك المخاصي الاغوات هم الرؤساء على الخدم والقوامون على نفقات القصور، ولهم هيبة واحترام، يلبسون أفخر اللباس ويأكلون أشهى الطعام ينشأ كل هذا من حظوتهم عند خواتين الحرم وسيداته من أجل أمانتهم وانصرافهم عن متاع الدنيا إلى الإخلاص في الخدمة، فهم حكام القصور وأُمراؤها وكان من مظاهر الأبهة أن يصحب الطواشي سيدات القصور ليحمل لهنّ بعض أمتعتهن أو ذيول مطارفهن.

ويغلب على المخاص التقوى والمخافة من الله مما يزيدهم كرامة إيماناً بهم، وللفقهاء قول مسموع لديهم، ولميل أميرات القصور ونزوعهن لأرباب الرجز والفال، وكان كثيراً ما يسود هذا الاعتقاد بالأغوات وربما كان فيهم من يفهم الحقيقة إلا أن أغلبهم متديناً بطبعه، ولهذا ترى أن كثيراً منهم يتزهدون ويهاجرون إلى مكة والمدينة بأذن أسيادهم‌

اسم الکتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست