responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين النجف و الأزهر المؤلف : الكفائي، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 60

في تلك الغمرة العالمية من الاضطراب وفي ذاك الوقت الرهيب من القلق الذي ساد العالم الإسلامي وفي ذلك الحين من التسابق بين الفئات التي لم يستحكم الايمان في قلوبها لاكتساب القوة الحاكمة ونوال الخطوة لديها. كان يعز على أبي الضيم أبي الشهداء أن يقف مكتوف اليد ينظر إلى انهيار ما شيده جده رسول الله (ص) وأبوه أمير المؤمنين (ع) والصحابة المجاهدون بحشد جميع ما يملكونه من قوى مادية ومعنوية لاخراج الأمة الإسلامية في قالب بديع الوضع و النظام.

يعز على أبي الضيم أن تكون الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس بفضل التضحيات من سراة رجال الدين الحنيف ان تصبح تسودها اللامبالاة واللامسؤولية تتخبط في بحر من الشلل والفساد وترزح تحت كابوس الاستعباد من أهل الاستبداد بعبئه الثقيل. يخبت انفاسها. ويشل قواها. ويقعدها عن النمو و التقدم نحو مغانم المجد و السؤدد.

وهذا ما حدى بأبي الضيم أبي عبد الله الحسين أن ينتفض فيشمر عن ساعدي الجد ليتدارك الامر ويتلافى سوء المغبة مع المخلصين من ابناء امته في عملية الانقاذ و الصلاح.

فوقف (ع) في تلك الغمرة. عالما بالمغبة. عارفاً بالمصير بقلب راسخ الايمان كالطود الاشم وصرح بقوله (ع):

إن كان دين محمد لم يستقم‌

إلا بقتلي فياسيوف خذيني‌

وقف (ع) ووراءه جيش من خيرة ما اظلت الخضراء وأقلت الغبراء قد علموا ان لهم الشمس التي تشرق بنورها الأيام و الكهف الذي يحي به الإسلام. فزحف لاعادة دور الحياة الحرة لامته من جديد وللقضاء على الفوضى و التشويش في جميع الميادين وبعثها ثورة زعزعت بناء المعتدين وزلزلت حصون العابثين. يستهدف (ع) بذلك بناء مجتمع سليم من المساوئ والافات نزيه من الاباطيل والعاهات. متجرعا من الغصص و المحن ما لا تبرك الابل على مثله مضحيا بنفسه ونفيسه في سبيل إعلاء كلمة الله والدعوة لدينه الحنيف تضحية هزت العالم الإسلامي‌

اسم الکتاب : بين النجف و الأزهر المؤلف : الكفائي، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست