responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 46

الفصل الثاني في موضوع علم الفقه و شرح موضوع العلم و وجه التميز به و الدليل على وجوده‌

الموضوع لكل علم‌

الأمر الثاني من الأمور التي تذكر في مقدمات العلوم هو بيان موضوع العلم و إنما ذكره باعتبار انه يرون إن تمايز العلوم في نفسها و ذاتها بحسب تمايز موضوعاتها لأنه هو المبحث عن احواله في العلم بخلاف التمييز بالتعريف فانه إنما يكون بحسب الآثار المرتبة عليه. و لأنه كما تقدم بمنزلة مطلب (هل) حيث انه بمعرفة الموضوع يعرف وجود العلم. و مطلب هل لا بد منه قبل الشروع في الشي‌ء إذ الشي‌ء لا يشرع فيه ما لم يعلم بوجوده. و أيضاً ان جهة وحدة مسائل العلم أولا و بالذات هو الموضوع إذ فيه اشتراكها و به اتحادها و إذا عرف جهة اتحادها أحاط بها إجمالا بحيث إذا قصد تحصيل تفاصيلها لم ينصرف الطلب عما هو منها إلى ما ليس منها (و تحقيق ذلك) كما استفدناه من كلمات القوم ان كمال النفس الانسانية بقوتها الادراكية، و القوة الادراكية إنما تحصل بمعرفة حقائق الأشياء و أحوالها بقدر الطاقة البشرية و لما كانت حقائق الأشياء و أحوالها متكثرة متنوعة. و كانت معرفتها مختلطة غير مستحسنة و متعسرة اقتضى حسن التعليم و تسهيله ان تجعل مضبوطة متمايزة فتصدى لذلك العلماء الأوائل و وضعوا الحقائق و بحثوا عن أحوالها المختصة التي هي الأغراض الذاتية لها و اثبتوها لها بالأدلة فحصلت قضايا كسبية محمولاتها اغراض ذاتية لتلك الحقائق سموها بالمسائل، و أدلتها و تعاريف ما يتعلق بها سموها بالمبادئ، و تلك الحقيقة المبحوث عن أحوالها سموها بالموضوع فصارت عندهم كل طائفة من الأحوال متشاركة في موضوع علما منفردا ممتازاً في نفسه يفرد بالتدوين و التسمية و التعليم نظراً إلى ما لتلك الطائفة من المسائل المتكثرة المختلفة في المحمولات من الاتحاد في جهة الموضوع و الاشتراك فيه على الوجه المذكور و أصبحت علومهم بالحقائق و أحوالها متمايزة في انفسها بموضوعاتها و سلكت الأواخر أيضاً هذه الطريقة في علومهم ثمّ قد تتحد المسائل من جهات أخرى كالمنفعة و الغاية و نحوها و يؤخذ لمجموع تلك المسائل من بعض تلك الجهات ما يفيد تصورها إجمالا من حيث اختصاصها بها قال بعضهم فيكون ذلك حداً للعلم ان دل على حقيقة سماه الذي هو المركب الاعتباري كما يقال هو علم يبحث عن كذا أو علم بقواعد كذا و إلا فرسماً كما يقال هو علم يقتدر به على كذا أو يحترز به عن كذا أو يكون آلة لكذا فظهر ان الموضوع هو جهة وحدة مسائل العلم الواحد نظراً إلى ذاتها و ان عرضت عليها جهات أخرى كالتعريف و الغاية.

لا يقال على هذا يكون العلم متعدداً بتعدد الموضوعات التي هي مقومات المسائل فلم لم يجعل العلم متعددا بتعدد المحمولات مع إنها مقومات للمسائل أيضاً بأن يكون البحث عن بعض الأعراض الذاتية علما و عن البعض الآخر علماً آخر مع اتحاد الموضوع و يجعل المميز هو القدر الجامع بين المحمولات بل ان هذا اقرب بناء على كون الموضوع بمنزلة المادة لتوارد الأعراض عليه كما تتوارد الصور على المادة و المادة مأخذ للجنس و الأعراض الذاتية بمنزلة الصورة و هي مأخذ للفصل الذي به كمال التمييز (لأنه قد قيل) انه‌

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست