responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 121

أقسام المعية

و أيضاً تعرف أقسام المعية بالمقايسة إليهما.

الحصر للتقدم‌

و كيف كان فالحصر للتقدم في الأقسام المذكورة استقرائي و ربما قيل في ضبطه على مذهب الحكماء.

ان المتقدم اما إن يجامع المتأخر في الوجود أو لا و الثاني هو المتقدم بالزمان و على الأول أما ان يكون بينهما ترتب أم لا و الأول هو التقدم بالرتبة و على الثاني فأما ان يكون بينهما احتياج أم لا و الثاني هو التقدم بالشرف و على الأول فأما ان يكون المحتاج إليه علة تامة أم لا و الأول هو التقدم بالعلية و الثاني هو التقدم بالطبع.

و إن شئت قلت ان المتقدم ان احتاج إليه المتأخر فان كان علة تامة له فهو تقدم بالعلية و إلا فبالطبع و ان لم يحتج فان لم يمكن اجتماعهما في الوجود فهو تقدم بالزمان و ان أمكن فان اعتبر بينهما ترتب فهو تقدم بالرتبة و إلا فبالشرف.

التقدم الحسي و التقدم المعنوي‌

إذا عرفت هذا فنقول ان المراد بهذا المبحث اعني مبحث رتبة العلم هو التقدم بالمكان و الوضع الحسي أو المعنوي بحسب التعليم و التعلم كما عرفته في بيان معنى التقدم بالرتبة الذي هو القسم الرابع من التقدم فيكون بيانه مرتبة العلم هو بيان ان العلم الذي هو محل البحث في أي مكان وضعه أهل التحصيل و التعليم بمعنى إنهم قد جعلوا تحصيله و تعلمه قبل أي علم و بعد أي علم فان تحصيل العلم و المعرفة هو المبدا فما كان الأقرب يكون هو الأول.

ترتب العلوم في تحصيل الفقه‌

و عليه فنقول ان أهل تحصيل العلوم الدينية جعلوا الأول لتحصيلهم هو علم النحو ثمّ الصرف ثمّ المنطق ثمّ المعاني ثمّ البيان ثمّ الأصول ثمّ الفقه و إنما صنعوا ذلك لتوقف معرفة الفقه على الأصول لأن اكثر مباحث الفقه معرفتها موقوفة عليه لكون اكثر مقدمات أدلة الفقه مثبتة فيه.

وجه توقف علم الأصول‌

و توقف علم الأصول على العلوم المذكورة لتوقف اكثر مواضيعه عليها لكون الكثير منهم من مباحثه يتعلق باللغة العربية.

وجه توقف البيان على المعاني‌

و توقف البيان على المعاني لكون غاية علم المعاني و هي رعاية المطابقة لمقتضى الحال تتوقف عليها غاية علم البيان و هي إيراد المعنى الواحد بطرق متعددة مختلفة الوضوح و الخفاء في الدلالة من حيث انه لا يعتد بإيراد المعنى الواحد بالطرق المختلفة في البلاغة. إلا إذا حصلت الرعاية لمقتضى الحال و توقف علم المعاني على علم المنطق و الصرف و النحو لاشتمال الأول على كيفية الاستدلال و بحث الأخيرين عن اللغة العربية و لا ريب في احتياج علم المعاني في بعض مسائله إلى النظر و الاستدلال و إلى معرفة صحة اللفظ العربي و خطئه و توقف علم الصرف على النحو لتوقفه على معرفة تقسيم الكلمة و أحوالها.

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست