responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 109

كل مسألة من المسائل. و عليه فمثل هذا التأليف يجمع بين الصفتين الفقه و الحديث كالكافي للشيخ الكليني و صحيح البخاري و صحيح مسلم و الوسائل و مستدركها فانه من الممكن ان يقال ان مثل تلك الكتب تجمع بين الصفتين علم الحديث و علم الفقه أما مثل كتب المسانيد كمسند حنبل أو الصحائف غير المرتبة أو الأصول غير المبوبة من كتب الأخبار فهي ليست من كتب الفقه و إنما هي مصادر لعلم الفقه كالقران الكريم. و لا لجعل كتب الفتاوي المجردة عن الدليل عليها كالرسائل العملية من كتب الفقه و إنما هي كتب أحكام الفقه أو قواعده نعم قد تسمى بكتب الفقه على ضرب من المجاز و الحذف و عليه فيكون المدون الأول لهذا العلم هو المحرر الأول لمسائل علم الفقه و قواعده الكلية مع اقامة الدليل عليها و التعرض لمداركها و مبانيها و بيان موضوعاتها و محمولاتها و ما يتعلق بها.

اقدم مؤلف وصل إلينا في الفقه‌

و قد ذكر الفقهاء ان اقدم مؤلف وصل إلينا في الفقه الإسلامي هو مجموع الإمام زيد بن علي بن الحسين الذي استشهد عام 121 ه أيام خلافة هشام بن عبد الملك و الذي تلمذ عليه أبو حنيفة و رواه عنه عمر بن خالد الواسطي يشتمل على اغلب أبواب الفقه إلا ما قل و طبع بمدينة (ميلانو) من أعمال ايطاليا 1919 م و يكون اقدم من كتاب الموطأ اكثر من نصف قرن إلا ان الظاهر ان الكتاب يلحق بكتب الحديث كالموطإ و لو سلمنا انه يجمع بين الصفتين الحديث و الفقه إلا ان ذلك لا يثبت انه هو أول مدون في علم الفقه إلا إذا لم يثبت تأليف في هذا العلم قبله.

و التحقيق في ان النصوص التاريخية الواضحة الجلية تثبت ان أول من دوّن علم الفقه هو الإمام علي بن أبي طالب" عليه السلام" فقد ورد بعدة طرق ان له كتاباً خطه بيده من املاء رسول اللّه" صلى اللّه عليه و آله" و فيه جميع ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة حتى ان فيه أرش الخدش، فعن كتاب سليم بن قيس إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال لطلحة كل حلال و حرام أو حكم أو حد تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول اللّه" صلى اللّه عليه و آله" و خط بيدي حتى ارش الخدش.

حديث الجامعة للأحكام الشرعية عند أهل البيت" عليهم السلام"

و في الكافي في كتاب الحجة في باب ذكر الصحيفة عند عدة من الأصحاب عن احمد بن محمد بسنده عن أبي بصير فيما رواه عن أبي عبد اللّه انه قال" عليه السلام" ان عندنا الجامعة و ما يدريهم ما الجامعة قال قلت جعلت فداك و ما الجامعة قال صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول اللّه و املائه من فَلْق فيه (أي من شفتيه) و خط علي بيمينه فيها كل حلال و حرام و كل شي‌ء يحتاج الناس حتى أرش الخدش (أي دية الجرح) الخبر.

و في بصائر الدرجات مسنداً إلى أبي عبد اللّه" عليه السلام" ما يكاد يبلغ حد التواتر مما يدل ان عندهم" عليهم السلام" الجامعة و هي الصحيفة و طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم (أي جلد المدبوغ) مثل فخد البعير الضخم بخط علي و املاء رسول اللّه" صلى اللّه عليه و آله" فيها من كل حلال و حرام حتى أرش الخدش.

اختلاف الإمام الباقر" عليه السلام" مع الحكم‌

و في رجال النجاشي بسنده عن عذافر الصيرفي قال كنت مع الحكم ابن عتيبة عند أبي جعفر" عليه السلام" فجعل يسأله و كان أبو جعفر" عليه السلام" له مكرما فاختلفا في شي‌ء فقال أبو جعفر" عليه السلام" لابنه يا

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست