responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 104

فيكون للطالب كمال الاستبصار بشأنه. و وجه تسمية هذا العلم بالفقه لأنه من أعلى الأنواع للفهم و كثر استعمال هذه المادة من قبل الرسول" صلى اللّه عليه و آله" و اتباعه في مطلق الأحكام الشرعية الأصلية و الفرعية باعتبار انه أهم ما يجب على الإنسان معرفته ثمّ كثر استعماله في خصوص العلم بالأحكام الشرعية الفرعية و خصوا العلم بالعقائد باسم الكلام و علم الفقه الأكبر فكانوا إذا أرادوا علم العقائد عبروا عنه بالاسمين المذكورين فأوجب ذلك كثرة استعمال لفظ الفقه في خصوص العلم المذكور حتى صار منقولًا إليه لا يتبادر من إطلاقه إلا العلم المذكور لا عن تقليد.

فيكون لفظ (الفقه) منقولًا من الفقه عند أهل الإسلام المنقول من الفقه عند أهل اللغة نظير ما قيل في (المقدمة) انها منقولة من مقدمة الجيش المنقولة من المقدمة التي هي الوصف. أو لأن الفقهاء في الصدر الأول يرون ان الفقه الذي ندب له الشارع بلفظ الفقه هو العلم المذكور لا العلم بالعقائد المسمى بعلم الكلام و لا العلم بها عن تقليد فأنهم حرموا العلم بالعقائد المسمى بعلم الكلام و قالوا ان العقائد تؤخذ من الكتاب و السنة لا من هذه الأدلة التي ذكرت في علم الكلام.

تحريم علم الكلام و نقل كلمات العلماء فيه‌

و قد حكى الغزالي و غيره عن الشافعي و مالك و احمد بن حنبل و سفيان و جميع أهل الحديث من أهل السلف تحريم علم الكلام و عن أبي يوسف انه قال لبشر المرسي العلم بالكلام هو الجهل و الجهل بالكلام هو العلم و انه لا تجوز الصلاة خلف المتكلم و ان تكلم بحق. و نقل عن الشافعي انه قال حكمي في أهل الكلام ان يضربوا بالجريد و النعال و يطاف بهم في العشائر و يقال هذا جزاء من ترك الكتاب و السنة و اقبل على كلام أهل البدعة و انه قال إذا سمعت الرجل يقول الاسم هو المسمى أو غير المسمى فأشهد بأنه من أهل الكلام و لا دين له. و نقل عن جلال الدين السيوطي و ابن صلاح و النووي انه يحرم علوم الفلسفة كالمنطق لإجماع السلف و ذكر الحافظ سراج الدين القزويني من الحنفية في كتاب ألفه في تحريم علم الكلام: ان الغزالي رجع إلى تحريمه بعد ثنائه عليه في أول المنتقى.

و ذهب السلفي و ابن رشد من المالكية إلى ان المشتغل به لا تقبل روايته.

و حكي عن ابن المعالي الجويني انه قال يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت ان الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به و قال عند موته لقد خضت البحر الخضم و خلّيت أهل الإسلام و علومهم و دخلت في الذين نهوني عنه و الآن إذا لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني و ها أنا ذا أموت على عقيدة أمي أو قال على عقيدة أهل نيسابور و قال الرازي:

نهاية اقدام العقول عقال و ارواحنا في وحشة من جسومنا و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا و غاية سعي العالمين ضلال و حاصل دنيانا أذى و وبال سوى ان جمعنا فيه قيل و قالوا و خاطب الخسروشاهي (و كان من اجل تلامذة الفخر الرازي) بعض الفضلاء فقال له الخسروشاهي ما تعتقده فقال الفاضل ما يعتقد المسلمون فقال و أنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به قال نعم فقال (أشكر اللّه على هذه النعمة و لكني و اللّه لا ادري ما اعتقده و اللّه ما ادري ما اعتقده) و بكى حتى اخضلت لحيته.

اسم الکتاب : باب مدينة العلم المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست